دواب وأموالاً [وفي رواية: إنا أصبنا رقيقاً ودواب]، فخذ من أموالنا صدقة تطهرنا بها، وتكون لنا زكاة، فقال: هذا شيء لم يفعله اللذان كانا قبلي، ولكن انتظروا حتى أسأل المسلمين، فسأل أصحاب رسول الله ﷺ، فيهم علي بن أبي طالب ﵁، فقالوا: حسن، وعلي ﵁ ساكت لم يتكلم معهم، فقال: ما لك يا أبا الحسن لا تتكلم؟ قال: قد أشاروا عليك، ولا بأس بما قالوا، إن لم يكن أمراً واجباً، ولا جزية راتبة يؤخذون بها، قال: فأخذ من كل عبد عشرة، ومن كل فرس عشرة، ومن كل هجين ثمانية، ومن كل برذون أو بغل خمسة دراهم في السنة، ورزقهم كل شهر، وللفرس عشرة دراهم، والهجين ثمانية، والبغل خمسة خمسة، والمملوك جريبين كل شهر.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٠٥)، وأبو عبيد في الأموال (٦١٢)، وأحمد (١/٣٢/٢١٨)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/٢٨)، وفي أحكام القرآن (٦٥١). [المسند المصنف (٢٢/ ١٩٨/ ١٠٠٣٣)].
قلت: هذا حديث صحيح، صححه ابن خزيمة وابن جرير والحاكم، وحارثة بن مضرب: كوفي، ثقة، من الثانية، سمع عمر، وسمع منه أبو إسحاق السبيعي [مسند الطيالسي (١١٤٩ و ١١٨)، والتاريخ الكبير (٣/ ٩٤)، والجرح والتعديل (٣/ ٢٥٥)، والثقات (٤/ ١٨٢)، والتهذيب (١/ ٣٤٢)، وفضل الرحيم الودود (١٠/١٩/٩٠٤)].
ولا يصلح دليلاً على إخراج زكاة عروض التجارة، لما سيأتي بيانه.
• خالفهم فقصر به، وأسقط حارثة من الإسناد:
معمر بن راشد، عن أبي إسحاق، قال: أتى أهل الشام عمر، فقالوا: إنما أموالنا الخيل والرقيق، فخذ منا صدقة، فقال: ما أريد أن آخذ شيئاً لم يكن قبلي، ثم استشار الناس، فقال علي: أما إذا طابت أنفسهم فحسن، إن لم يكن جزية تؤخذ بها بعدك، فأخذ عمر من الخيل عشرة دراهم، ومن الرقيق عشرة دراهم عشرة دراهم في كل سنة، ورزق الخيل كل فرس عشرة أجربة، في كل شهر، ورزق الرقيق جريبين جريبين، في كل شهر.
قال معمر: وسمعت غير أبي إسحاق يقول: فلما كان معاوية حسب ذلك، فإذا الذي يعطيهم أكثر من الذي يأخذ منهم، فتركهم ولم يأخذ منهم، ولم يعطهم.
قلنا: ما الجريب؟ قال: ذهب طعام.
أخرجه عبد الرزاق (٤/٣٥/٦٨٨٧)، ومن طريقه: ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/٩٥٥/١٣٦٨ - مسند عمر). [المسند المصنف (٢٢/ ١٩٨/ ١٠٠٣٣)].
قلت: معمر بن راشد: ثقة، وهو ثبت في الزهري وابن طاووس، إلا أنه كان يضعف حديثه عن أهل الكوفة والبصرة، ولم يكن من أصحاب أبي إسحاق السبيعي المقدمين فيه، ولا من قدماء أصحابه، وله عنه أوهام، وهذا منها.
• ورواه أبو سنان، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، قال: قدم ناس من أهل الشام بخيل ورقيق، فقالوا لعمر بن الخطاب: خذ صدقتها، … وذكر نحوه.