سوار [وهو: ثقة أيضاً] عند أبي داود [في بعض النسخ لأبي داود، وفي أكثر النسخ: أعتده، ونسب لرواية ابن الأعرابي: أعبده]، وكذا في رواية عبد الله بن أحمد في الفضائل (١٨٠٥)، وابن حبان والدارقطني والبيهقي: وأعتاده، ووقع في فوائد الدقاق: وأعباده.
وقال الإمام أحمد في حديث ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:«أعوادي وقف» [كذا بالأصل، وإنما الرواية:«احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله»]، فقال:«أخطأ فيه ورقاء، وأصاب ابن أبي الزناد، قال: «أعبدي وقف» [كذا قال أحمد، وإنما المحفوظ في رواية ابن أبي الزناد:«قد احتبس أدراعه وأعبده في سبيل الله»]، ثم قال أحمد:«ابن أبي الزناد أحبُّ إليَّ من ورقاء» [العلل ومعرفة الرجال (٢٦٠ - رواية المروذي)] [قلت: خالفه أبو زرعة؛ فقد قدم ورقاء على جميع من روى هذا الحديث عن أبي الزناد، وهو الأشبه، وهو ظاهر صنيع مسلم].
قال أبو عوانة:«روى هذا الحديث عن أبي الزناد جماعة، منهم: موسى بن عقبة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد رواه شعيب هذا، فقال بعضهم: فهي عليه ومثلها معها، وبعضهم قال مكان أعتاده: وأعبده».
قلت: وقع في رواية أبي اليمان عن شعيب [عند البخاري]: أعتده، بالتاء المثناة الفوقية، جمع عتاد، وفي بعض روايات البخاري [كما أشرت سابقاً]: أعبده، بالباء الموحدة، جمع: عبد، وكذا وقع: أعتده، في رواية عمران بن بكار الحمصي عن علي بن عياش عن شعيب [عند النسائي والدولابي]، لكن خالفه: محمد بن يحيى الذهلي [عند ابن خزيمة]، وعلي بن عثمان النفيلي [عند أبي عوانة]، فروياه عن علي بن عياش عن شعيب به؛ إلا أنهما قالا:«قد احتبس أدراعه وأعبده في سبيل الله».
هكذا اختلفت الرواية في هذه اللفظة: فمنهم من قال: أعتده، وقيل: أعبده، وقيل: أعتاده، حيث وقعت الأولى بجمع العتد أو العتاد في رواية شعيب، وموسى بن عقبة، بينما وقعت الثانية بجمع العبد في رواية شعيب أيضاً، وابن أبي الزناد، وابن إسحاق، وأبي أويس، بينما وقعت الثالثة في رواية ورقاء وحده، والغريب أن كتب الغريب واللغة وقع فيها بلفظ:«جعل رقيقه وأعتده حبساً في سبيل الله» [انظر مثلاً: تهذيب اللغة (٢/ ١١٦)، والغريبين في القرآن والحديث (٤/ ١٢٢٣)، والفائق في الغريب (٢/ ٣٨٩)، والغريب لابن الجوزي (٢/ ٦٦)، والنهاية لابن الأثير (٣/ ١٧٦)، ولسان العرب (٣/ ٢٧٩)، وغيرها]. [وفيها: الأعتد: جمع قلة للعتاد، وهو ما أعده الرجل من السلاح والدواب وآلة الحرب]، والله أعلم.
قال ابن حزم في المحلى (٨/ ١٥٧): «الأعتاد: جمع عتد، وهو الفرس، … ، والأعبد: جمع عبد، وكلا اللفظين صحيح، فلا يجوز الاقتصار على أحدهما دون الآخر»؛ قلت: نعم؛ لو اختلف المخرج، لكن المخرج هنا متحد، فإن مداره على أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، والله أعلم.