فكيف ينفرد بهذا الحديث عن عارم دون هؤلاء: عباد بن الوليد، وليس بذاك الحافظ الذي يعتمد عليه، فضلاً عن احتمال كونه أخذه عن عارم بعد الاختلاط، وإنما يُعرف هذا الحديث بهذا اللفظ: من حديث ابن المبارك، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً، وهو حديث حسن.
وأما شيخ ابن المبارك في حديث ابن ماجه، فهو: أسامة بن زيد بن أسلم العدوي المدني، وهو ضعيف، بينما شيخه في الرواية المحفوظة: أسامة بن زيد الليثي المدني، وهو: صدوق، صحيح الكتاب [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)]، والله أعلم.
• ورواه أبو داود السجستاني [ثقة حافظ، إمام مصنف]، ومحمد بن إسحاق الصغاني [ثقة ثبت حافظ]:
عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة [القواريري: ثقة ثبت]: حدثني هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «المسلمون تكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم، يرُدُّ مشدهم على مُضعفهم، ومُتسرِّيهم على قاعدِهم، لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده».
أخرجه أبو داود (٢٧٥١ و ٤٥٣١)، وابن الجارود (٧٧١ و ١٠٧٣)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٥٥٣)، والبيهقي في السنن (٨/٢٩)، وفي الخلافيات (٦/ ٥١٠/ ٤٧٥٤). [التحفة (٦/ ٧٦/ ٨٧٨٦) و (٦/ ٨٦/ ٨٨١٥)، والإتحاف (٩/ ٤٩٥/ ١١٧٤٩)، والمسند المصنف (١٧/ ٢٣٢/ ٨٠٨٤)].
وهذا حديث حسن.
• ورواه إسماعيل بن عياش [روايته عن أهل الشام مستقيمة، وروايته عن أهل العراق والحجاز فيها ضعف، لكنه قد توبع عليها]، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله ﷺ، قال:«لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده».
أخرجه أبو بكر الخلال في أحكام أهل الملل (٣٢١).
• قال الطحاوي:«ولم نجد عن رسول الله ﷺ في هذا الباب شيئاً أحسن من حديث روي عن عمرو بن شعيب فيه، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو».
• ولم أرد هنا استيعاب طرق حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، لكثرتها، وتشعب أطرافها، وتداخلها مع أطراف أخرى، ولكني أردت أن أجمع طرفاً لا بأس به مما يشهد للمتن المطول الذي رواه ابن إسحاق، وسيأتي تخريج كل طرف في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى؛ عدا ما تم استيعابه في هذا الموضع، والله الموفق للصواب.
• وللحديث طرق أخرى كثيرة، وقد رواه عن عمرو بن شعيب جماعة من الضعفاء