معجم شيوخه، وعلي بن عمر الحربي، ترجم له أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه، ولم يتكلم فيه بشيء، وقد شرط على نفسه في مقدمة كتابه بقوله: «وأبين حال من ذممت طريقه في الحديث، بظهور كذبه فيه، أو اتهامه به، أو خروجه عن جملة أهل الحديث للجهل به، والذهاب عنه»، فدل على أنه مستقيم الأمر عنده، والله أعلم [معجم شيوخ الإسماعيلي (٢/ ٥٢٧)، وتاريخ بغداد (٤/ ١١٩ - ط الغرب)].
• قال الطحاوي: «وهذه سنة تفرد بها البصريون، لا نعلم أهل مصر من أمصار المسلمين سواهم رووها عن رسول الله ﷺ من وجه مقبول، ولا نعلم أحداً غيرهم رواها من وجه من الوجوه - وإن كان مغموراً فيه - غير أهل المدينة».
• قلت: حديث عمران بن حصين في قصة بيان السُّنَّة بالقرآن: حديث حسن [كما تقدم بيانه].
وأما حديث: «لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام»: فقد روي عن عمران بأسانيد:
• صرد بن أبي المنازل، قال: سمعت حبيب بن أبي فضالة المالكي؛ سمع عمران بن حصين.
وهذا إسناد متصل، فيه جهالة محتملة.
• ثهلان بن قبيصة، عن حبيب بن أبي فضالة، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا جلب ولا جنب في الرهان، ولا شغار، ومن انتهب فليس مني». ولفظة «الرهان» منكرة، وهو إسناد صالح في المتابعات.
• الحسن، عن عمران بن حصين، عن النبي ﷺ قال: «لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منا».
والحسن لم يسمع من عمران [كما تقدم بيانه]، وهو إسناد جيد في المتابعات.
وعليه فإن حديث عمران بن حصين مرفوعاً: «لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منا»: حديث حسن، والله أعلم.
وقد روي هذا الحديث موصولاً ومرسلاً، واختلف في تفسيره:
١ - حديث عبد الله بن عمرو:
رواه إبراهيم بن سعد، وعبد الرحيم بن سليمان وابن أبي عدي، وأحمد بن خالد الوهبي [وهم ثقات، وأثبتهم في ابن إسحاق: إبراهيم بن سعد]:
عن ابن إسحاق: حدثني عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا جلب، ولا جنب، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم». لفظ إبراهيم بن سعد [عند أحمد].
أخرجه أبو داود (١٥٩١)، وابن الجارود (٣٤٥)، وأحمد (٢/ ٢١٦/ ٧٠٢٤)، وابن أبي شيبة (٦/ ٤٢٧/ ٣٢٦٢٥)، وابن زنجويه في الأموال (١٥٦٧)، والبيهقي (٤/ ١١٠).