«الكمال»، وتبعه المزي في تهذيبه، وفي التحفة [انظر: الكمال في أسماء الرجال (٨/ ٧٠)، وبيان الوهم (٢/٧٨/٤٩) و (٥/ ٧٧/ ٢٣٢٠)، وتهذيب الكمال (٢٢/ ٤١١)، وتحفة الأشراف (٧/ ٣٧٩/ ١٠٨٠٠)].
وقد نبه ابن حجر في تهذيب التهذيب (٣/ ٣٣٢) على هذا الوهم من ابن القطان ومن تبعه، وأن عنبسة الذي أخرج له أبو داود هو: ابن أبي رائطة، وابن حجر في العادة ينقل نقد مغلطاي على المزي وتعقباته على التهذيب من كتابه: إكمال تهذيب الكمال؛ لكن ترجمة عنبسة ساقطة من مطبوعة «الإكمال»، ويؤكد ذلك أن ابن حجر بعدما فرغ من نقل كلام مغلطاي نقل عن الأزدي أن جماعة ممن يقال لهم: عنبسة، ممن تكلم فيهم:
متعاصرون متقاربون، فذكرهم، ثم عقب ابن حجر بقوله:«فالله أعلم؛ أيهم الذي أخرج له أبو داود».
قلت: الصواب: أن راوي هذا الحديث عند أبي داود وغيره هو: ابن أبي رائطة دون غيره؛ لأسباب عدة:
الأول: أن ابن أبي رائطة إنما يُعرف برواية عبد الوهاب الثقفي عنه، كما وقع في كتب التراجم، كالتاريخ الكبير، والجرح والتعديل، والثقات، وغيرها.
الثاني: أنه وقع منسوباً في هذا الحديث في رواية محمد بن المثنى [وهو: ثقة ثبت]، قال: نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: نا عنبسة بن أبي رائطة الغنوي، … وذكر الحديث [كما عند إسماعيل الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/ ٣٥٥/ ١٧٨ - ١٨١)(٢٤١ - ٢٤٣ - ط الفاروق)] [وقد تقدم تخريجه في طرق حديث عمران المطول].
الثالث: تنصيص الدارقطني على كون راوي هذا الحديث بعينه هو ابن أبي رائطة، فقال في الأفراد (٢/ ٤١٥٣/ ٨٤ - أطرافه): «تفرد به: عبد الوهاب الثقفي، عن عنبسة بن أبي رائطة، عن الحسن».
الرابع: أن الطبراني لما أخرج طرفاً من هذا الحديث، وكان عنبسة غير منسوب في الإسناد، أخرجه في ترجمة:«عنبسة بن أبي رائطة الغنوي عن الحسن عن عمران»؛ فدل ذلك على المطلوب.
الخامس: أن عبد الوهاب الثقفي قد روى عن عنبسة أحاديث أخرى، وقد عينه في بعضها.
وانظر لمزيد البيان هذه المصادر؛ وفي بعضها تعيين عنبسة الذي روى عنه الثقفي: العلل لابن المديني (١٣٤)، وسؤالات ابن الجنيد (٥٠٣)، والتاريخ الكبير (٧/٣٨)، والجرح والتعديل (٦/ ٤٠٠)، والثقات (٧/ ٢٩٠)، ومسند البزار (٦/ ٣٠٩/ ٢٣٢١) و (٩/ ٣٩١٤/ ٣٥١)، والمعجم الكبير للطبراني (١٨/ ١٦٥/ ٣٦٥)، والمعجم الأوسط (٧٦٩ و ٤٩٤١)، والمعجم الصغير (١٠٣٠)، والكامل (٥/ ٢٦٤)، وأطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٤١٣٨/ ٨٢) و (٢/ ٤١٥٣/ ٨٤)، واللسان (٦/ ٢٣٩)، والتهذيب (٣/ ٣٣٢).