[وقد سبق الكلام مرارا عن حديث المجهول، وأن حديثه إذا كان مستقيما فإنه يكون مقبولا صحيحا؛ وذلك في فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٥٣/ ٧٥٩)، وانظر أيضا فيما قبلته أو رددته من حديث المجهول: فضل الرحيم الودود (٨/ ٥١٠/ ٧٨٨) و (٨/ ٥٤٥/ ٧٨٨) و (٨/ ٥٨٥/ ٧٩٥) و (٩/ ١٦٠/ ٨٢٥) و (١٠/ ٤٣٠/ ٩٩١) و (١١/ ٣٧٩/ ١٠٧٠) و (١١/ ٥٤٠/ ١١٠٠) و (١٢/١٠/١١٠٦) و (١٢/ ٣٨٦/ ١١٨٤) و (١٣/ ١٥٢/ ١٢٢٥) والحديث رقم (١٣٦٨) والحديث رقم (١٤٤٦) والحديث رقم (١٤٧٧)].
وعليه: فإن حديث عمران بن حصين: حديث حسن، وقد دل على صحة معناه الكتاب والسنة، وقد عقد أبو داود لهذه الأحاديث في لزوم السنة بابا في آخر السنن، في كتاب السنة، الأحاديث (٤٦٠٤ - ٤٦٠٨)، وسأذكر منها في الشواهد حديثا واحدا، ويحال على تخريج أحاديث الباب في موضعه إن شاء الله تعالى.
وقد استهل ابن عبد البر باب موضع السنة من الكتاب وبيانها له، من كتابه: جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١١٨١) بعدد من الآيات فقال: قال الله تعالى ذكره: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: ٤٤]، وقال: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣]، وقال: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ﴾ [الشورى: ٥٣]، وفرض طاعته في غير آية من كتاب الله، وقرنها بطاعته ﷺ، وقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ [الحشر: ٧].
وأما حديث عمران بن حصين مرفوعا:«لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام»، وحديث:«من انتهب فليس منا»:
فقد رواه الحسن البصري عن عمران، وله طرق:
أ - فقد رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير [ثقة ثبت]، وسهل بن يوسف [ثقة]: عن حميد الطويل، عن الحسن البصري، عن عمران بن الحصين؛ أنه قال: لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منا. موقوفا.
أخرجه علي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (١١٣)، وابن أبي شيبة (٦/ ٤٢٧/ ٣٢٦٢٣). [المسند المصنف (٢٣/ ٢٤١/ ١٠٤٣٢)].
ب - ورواه الحارث بن عمير، وزهير بن معاوية، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، وخالد بن عبد الله الواسطي [وهم ثقات، أكثرهم أثبات]، وإبراهيم بن محمد بن الحارث أبو إسحاق الفزاري [ثقة حافظ]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]:
عن حميد الطويل، عن الحسن، عن عمران بن حصين؛ أن النبي ﷺ قال:«لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب [نهبة] فليس منا». لفظ الحارث بن عمير [عند أحمد]، وبشر بن المفضل [عند البزار]، وزهير [عند الطبراني].
وقال يزيد بن زريع: حدثنا حميد قال: حدثنا الحسن، عن عمران بن حصين، عن