قال ابن خزيمة في ترجمة الباب:«باب إيجاب الصدقة في الزبيب إذا بلغ خمسة أوسق، وفي القلب من هذا الإسناد، ليس هذا الخبر مما سمعه عمرو بن دينار من جابر؛ علمي»، ثم أخرجه بإسناده، ثم جزم بعدم وصله، فقال:«هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن دينار من جابر»، ثم احتج على ذلك بحديث ابن جريج الآتي، ثم قال بعده:«وهذا هو الصحيح، لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابن جريج أحفظ من عدد مثل محمد بن مسلم».
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ١٢٥): «وإن كان إسناده فيه لين؛ فإن إجماع العلماء على القول به تصحيح له».
وقال في التمهيد (١٣/ ١١٨): «انفرد به محمد بن مسلم من بين أصحاب عمرو بن دينار، وما انفرد به فليس بالقوي».
ثم قال في موضع آخر من التمهيد (٢٠/ ١٣٦)(١٢/ ٤٩٩ - ط الفرقان): « … ، ولكنه غريب غير محفوظ»، ثم قال:«وهذه سنة جليلة تلقاها الجميع بالقبول».
قلت: هو حديث خطأ، خالف فيه محمد بن مسلم الطائفي وابن داية، من هو أثبت منهما في عمرو بن دينار:
• فقد روى الحميدي، عن ابن عيينة، قال: ثنا عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي الحسن المازني، قال: أخبرني أبي؛ أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: قال رسول الله ﷺ: «ليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة». قال سفيان: وكان عمرو بن دينار، ويحيى بن سعيد، يرويان هذا الحديث عن عمرو بن يحيى. [تقدم تخريجه تحت الحديث السابق].
وفي رواية أخرى عن الحميدي [عند أبي عوانة (٣٣٣٥)]: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن عمرو بن يحيى، بإسناده مثله. قال سفيان: ثم لقيت عمرو بن يحيى، فحدثني به. [تقدم تخريجه تحت الحديث السابق].
فدل ذلك على أن عمرو بن دينار كان يرويه عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.
وسفيان بن عيينة: ثقة حافظ، وهو أثبت الناس في عمرو بن دينار، وأعلم الناس بحديثه.
• ورواه أيضاً: ابن جريج [ثقة حافظ، وهو مكي بلدي لعمرو بن دينار، وهو من أثبت الناس فيه، بل قدَّمه بعضهم في عمرو على سفيان بن عيينة. انظر: سؤالات ابن الجنيد (١٨٣)، وسؤالات أبي داود لأحمد (٢٢٠)، وسؤالات الأثرم لأحمد (٣٩)، والمعرفة والتاريخ (٢/ ١٤٩ - ١٥٠)، وسؤالات ابن بكير للدارقطني (٣٩)، وشرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٤)]، قال: أخبرني عمرو بن دينار، قال: سمعت عن جابر بن عبد الله، وعن غير واحد [عن جابر بن عبد الله]؛ أنه قال: ليس فيما دون خمسة أواق صدقة، وليس