للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذا حديث صحيح.

• وروى عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله يقول: «ليس فيما دون خمسة أوساق من التمر صدقة».

أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (٤٤٢).

وهذا حديث صحيح.

• قلت: حديث مالك أخرجه البخاري في صحيحه في موضعين، كما تقدم، لكنه في التاريخ الكبير (١/ ١٤٠) بدأ حديث مالك من طريقين، ثم أتبعه بحديث ابن إسحاق، ثم بحديث إسماعيل بن أمية، ثم ختم كلامه بقوله: «قال عمرو بن يحيى، وعمارة بن غزية: عن يحيى بن عمارة، سمع أبا سعيد، عن النبي ، قال: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»».

فكأنه هنا في التاريخ يعل رواية مالك من وجهين: الأول: من جهة الإسناد، وهو أن الأكثر على روايته من حديث يحيى بن عمارة عن أبي سعيد، لا من حديث ابن أبي صعصعة عن أبي سعيد، والذي تفرد به مالك، والثاني: الزيادة المتنية التفسيرية، وإن كان قد توبع عليها، والله أعلم.

فيقال: العمدة على تصرف البخاري في الصحيح، حيث صحح الحديث، وأخرجه من طريق مالك بالوجهين، من طريق يحيى بن عمارة عن أبي سعيد، ومن طريق ابن أبي صعصعة عن أبي سعيد، وقد قال البخاري في الصحيح بعد رواية ابن أبي صعصعة، والتي جاء فيها تقييد الأواقي بالورق، والذود بالإبل، والأوسق بالتمر، وهي زيادة على حديث الجماعة عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن أبي سعيد، قال البخاري: «هذا تفسير الأول إذا قال: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»، ويؤخذ أبداً في العلم بما زاد أهل الثبت أو بينوا»؛ فدل ذلك على تصحيحه واعتماده رواية ابن أبي صعصعة، وأنها ليست وهماً من مالك.

ومالك هو الحكم في أهل المدينة، وهذه أسانيد مدنية، فلا يستبعد أن يكون لمحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة في هذا الحديث ثلاثة شيوخ، فرواه عن أبيه، ورواه أيضاً: عن يحيى بن عمارة بن أبي حسن، وعباد بن تميم، كلهم عن أبي سعيد.

وهذا هو ما قال به أحد كبار النقاد:

قال أبو عبد الله محمد بن يحيى [الذهلي]: ثقة حافظ إمام: «هذه الطرق محفوظة عن محمد بن عبد الرحمن، وصار الحديث عنه عن ثلاثة عن أبي سعيد، عن أبيه، ويحيى بن عمارة، وعباد بن تميم» [سنن البيهقي (٤/ ١٣٤)].

وعلى هذا: فالحجة في قبول هذا الحديث: إخراج مالك له في الموطأ، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>