إلا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وكانتا فريضتين على من أقر بمحمد ﷺ وبالإسلام، وذلك قول الله: ﴿فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾.
أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٢).
قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به عن قتادة: أبو العوام عمران بن داور القطان، وهو: صدوق، كثير المخالفة والوهم [التهذيب (٣/ ٣١٨)، والميزان (٣/ ٢٣٦)].
وتفرد به عنه: عمر بن المغيرة المصيصي، قال علي بن المديني:«لا أعرف عمر هذا، مجهول»، وقال أبو حاتم:«شيخ»، وقال أبو داود: لا بأس به، ولكن خالفه الناس في حديث:«الإضرار في الوصية من الكبائر»، وقال العقيلي: عن داود بن أبي هند، ولا يتابع على رفعه؛ يعني حديث:«الإضرار في الوصية من الكبائر»، وقال الذهبي في التاريخ:«صالح الحديث»، وقال في الديوان:«ليس بالمتقن»، قال في التاريخ:«لم يورده البخاري في تاريخه»، وهو كذلك فقد قال ابن عساكر:«ولم يذكره البخاري في تاريخه، لكن يبدو أنه وقف بعد ذلك على نقل جديد عن البخاري؛ فقال في الميزان: «وقال البخاري: عمر بن المغيرة؛ منكر الحديث، مجهول»، فلعله وقف عليه في علل الترمذي الكبير، ولم أجده في ترتيبه، والله أعلم [سؤالات الآجري (١١٣٧)، وضعفاء العقيلي (٣/ ١٨٩)، والجرح والتعديل (٦/ ١٣٦)، وعلل الدارقطني (١٤/٣٥٧/٣٧٠٢)، وتاريخ دمشق (٤٥/ ٣٤٠)، وتاريخ الإسلام (٤/ ٦٩٩ - ط الغرب)، والديوان (٣١١٠)، والميزان (٣/ ٢٢٤)، واللسان (٦/ ١٤٧)، والثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٣١٩)].
وعروة بن مروان الجرار العرقي: قال الدارقطني: كان أمياً، وليس بالقوي في الحديث، وسماه ابن حبان: عروة بن محمد الخراز، وقال: يخطئ ويغرب»، وترجم له ابن أبي حاتم في موضعين، وقال في أحدهما: سألت أبي عنه، فقال:«لا أعرفه، مجهول» [الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٨)، والثقات (٨/ ٥٢٥)، والمؤتلف للدارقطني (١/ ٥٣٧) و (٣/ ١٧٢١)، وعلل الدارقطني (١٤/٣٥٧/٣٧٠٢)، وتاريخ دمشق (٤٠/ ٢٩٣)، والإكمال لابن ماكولا (٢/ ١٨٠) و (٦/ ٣١٧)، والأنساب (٤/ ١٨١)، وتاريخ الإسلام (٥/ ٣٩٦ - ط الغرب)، والميزان (٣/ ٦٤)، واللسان (٥/ ٤٢٨)، والثقات لابن قطلوبغا (٧/ ١١٨)].
وضعف إسناده جداً: ابن رجب في جامع العلوم (الحديث الثامن)، وقال:«وهذا لا يثبت».
• ولعل المعروف في هذا ما رواه بشر بن المفضل، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: ﴿ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَى نَجْوَنَكُمْ صَدَقَةً فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [المجادلة: ١٣]؛ فريضتان واجبتان لا رجعة لأحد فيهما، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر الصدقة في النجوى.