قال الدارقطني:«تفرد به أبو جعفر عن يونس، وفي سماع الحسن من أبي هريرة نظر» [الإتحاف (١٤/ ٤٣٤/ ١٧٩٣٨)].
وقال أبو نعيم في الموضع الأول:«غريب من حديث يونس عن الحسن، تفرد به: أبو جعفر الرازي، حدثت به الأئمة: أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وأبو خيثمة، عن النضر».
وقال في الموضع الثاني:«غريب من حديث يونس عن الحسن، تفرد به عنه: أبو جعفر الرازي، وعنه: أبو النضر، وحدث به الأعلام المتقدمون عن أبي النضر».
قلت: وهم فيه بذكر أبي هريرة في الإسناد: أبو جعفر الرازي، عيسى بن أبي عيسى، وهو: ليس بالقوي، روى مناكير [التهذيب (٤/ ٥٠٤)]، وهذا منها [وانظر بعض مناكيره فيما تقدم قريباً: تحت الحديث رقم (١٤٤٦)].
• خالفه فأرسله: محمد بن جعفر [غندر: بصري ثقة]، فرواه عن يونس بن عبيد [ثقة ثبت، أثبت الناس في الحسن البصري]، عن الحسن؛ أن النبي، قال:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله».
أخرجه أبو بكر الخلال في السُّنَّة (١/ ٦٨٥/ ١٤٨٥).
وهذا هو المحفوظ؛ مرسل بإسناد صحيح.
• تابعه على إرساله؛ لكن بقصة مانعي الزكاة:
المبارك بن فضالة [صدوق، مدلس، لازم الحسن بضع عشرة سنة، مكثر عنه]. [وعنه: الحجاج بن منهال، وهو ثقة] عن الحسن قال: لما قبض رسول الله ﷺ ارتدت العرب عن الإسلام إلا أهل المدينة ومكة، فنصب بهم أبو بكر الحرب، فقالوا: فإنا نشهد أن لا إله إلا الله، ونصلي، ولا نزكي، فمشى عمر والبدريون إلى أبي بكر، فقالوا لأبي بكر: دعهم فإنهم إذا استقر الإسلام في قلوبهم وثبت أدوا، فقال: والله لو منعوني عقالاً مما أخذ رسول الله ﷺ قاتلتهم عليه، قاتل رسول الله ﷺ الناس على ثلث شهادة أن لا إله إلا الله؛ ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾، والله لا أسأل الناس فوقهن، ولا أقصر دونهن، فقال له عمر: أليس قد قال رسول الله ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ﷿»؟، قال أبو بكر: فهذا من حقها، فقال عمر ﵁: فلما رأيت أبا بكر انشرح صدره لقتالهم رأيت أن الحق في ذلك، وفي أن أتبعه، فاتبعته فقاتل من أدبر.
قال الحسن ﵀: فقاتل من أدبر بمن أقبل، حتى دخلوا في الإسلام طوعاً أو كرهاً، وبرز رأي أبي بكر على رأيهم، وسموا أهل الردة بمنعهم الزكاة، فقالوا: إنا نزكي