صدوق تغير بآخره، كان مستقيم الأمر، ثم خلط بعد فحدَّث بما لا أصل له، حتى رُمي بالكذب، وقد أنكروا عليه أحاديث تفرد بها عن عمه، ولا أصل لها، حتى اتهمه أبو زرعة بالوضع [التهذيب (١/ ٨١)، وإكمال التهذيب (١/ ٧٥)، والميزان (١/ ١١٣)، وضعفاء النسائي (٧١)، وسؤالات البرذعي (٢/ ٧١١ و ٧١٢)، والمجروحين (١/ ١٤٩)، والمدخل إلى الصحيح (٤/ ١٣٠)] [وانظر: ما تقدم برقم (١٤٨ و ٧١٤ و ٨٢٩ و ١٠٢٤ و ١١٥٦)].
وإنما يعرف هذا فيما رواه عبد الله بن صالح، عن الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن أبا هريرة ﵁ قال: قال أبو بكر ﵁: والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعها، قال عمر ﵁: فما هو إلا أن رأيتُ أن الله شرح صدر أبي بكر ﵁ بالقتال، فعرفت أنه الحق.
أخرجه البخاري (١٤٥٦ و ١٤٥٧) معلقاً. ووصله الطحاوي في المشكل (١٥/ ٨٣/ ٥٨٥٢). [التحفة (٧/ ٣٠٩/ ١٠٦٦٦)، والمسند المصنف (٢٢/ ٩٧/ ٩٩٦٩)].
وتقدم تحت الحديث السابق.
• قال ابن المديني في العلل (١٢٩) «رواه صالح، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. ورواه عقيل فخالفه صالح في إسناده، فرواه عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب.
ورواه ابن عيينة عن أبي هريرة مرسلاً. ورواه معمر عن الزهري عن عبيد الله مرسلاً.
ورواه سفيان بن حسين، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة.
ورواه عمران القطان فخالفهم جميعاً؛ فرواه عن معمر عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر. والحديث: حديث عبيد الله».
قلت: الحديث محفوظ عن الزهري بالوجهين، وهو قول النسائي والدارقطني؛ كما أخرجه الشيخان بالوجهين جميعاً.
فقد رواه جمع من ثقات أصحاب الزهري وغيرهم، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، قال: قال عمر لأبي بكر؛ وفيه قصة قتال مانعي الزكاة.
ورواه أيضاً شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً بدون القصة.
قال النسائي: «جمع شعيب بن أبي حمزة الحديثين جميعاً».
وقد صحح الدارقطني الوجهين جميعاً في العلل (٩/ ١٥٤/ ١٦٨٧).
وممن رواه من المتروكين بهذا الوجه عن الزهري مع الزيادة:
• زكريا بن عيسى [وهو: منكر الحديث. الجرح والتعديل (٣/ ٥٩٧)، واللسان (٣/ ٥١١)] [أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٦٧/ ١٢٧٢)].
• الوليد بن محمد الموقري [وهو متروك، يروي عن الزهري ما لا أصل له.