الزهري: أبو بكر مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي، وهو: لين الحديث، له عن الزهري ما لا يتابع عليه [التهذيب (٤/٤٧)، والمجروحين (٣/٣٨)].
وقد روي عن عمر من وجه آخر بدون قصة محاجة أبي بكر في قتال مانعي الزكاة، ولا يثبت:
رواه حاتم بن يوسف الجلاب [ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن قهزاذ:«كان من أصحاب ابن المبارك الكبار، كتب عن المراوزة وغيرهم، صحيح الكتاب»، وروى عنه جماعة من الثقات. الثقات (٨/ ٢١١)، والتهذيب (١/ ٣٢٥)، والتقريب، وقال:«ثقة»]: ثنا عبد المؤمن بن خالد [الحنفي المروزي: لا بأس به]، عن عبد الله بن بريدة [تابعي، ثقة]، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: فشت أمور قبيحة في الكوفة، فاجتمع قراء الكوفة، فخرجوا إلى عمر، فقال عمر: ما الذي صنعتُ حتى سار إليَّ قراء الكوفة؟ فقال عبد الله بن عمرو: فشت فيهم أمور قبيحة، فقال: نشدتك الله يا عبد الله بن عمرو! أتطيع الله فيما أمرت من أمر سمعك؟ قال: لا، قال: ففي أمر بصرك؟ قال: لا، قال: فكيف أقيم أمر أمة محمد ﷺ على ما لا تستقيم لي عليه أنت في أمر سمعك وبصرك؟، إنما لنا من الناس ما قال رسول الله ﷺ:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٩٩/ ٦٩٧٠).
قال الطبراني:«لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد المؤمن بن خالد».
قلت: هو حديث غريب جداً من حديث عبد الله بن عمرو عن عمر بن الخطاب، إنما يُعرف هذا الحديث من حديث أبي هريرة عن عمر بن الخطاب، وبدون ذكر الصلاة والزكاة فيه، وعبد الله بن بريدة يروي عن عبد الله بن عمرو بواسطة: أبي سبرة سالم بن سلمة [اللسان (٤/٨)، قال الذهبي:«مجهول»]، أو بواسطة: سلمان بن ربيعة، وما روي من سماع ابن بريدة من ابن عمرو وسؤاله فلا يثبت [انظر: ما أخرجه أبو القاسم البغوي في المعجم (٣/ ٢٠٣٦/ ٣٣٩)، وفي إسناده أبو هلال الراسبي محمد بن سليم، وهو ليس بالقوي].
ولو كان الحديث عند عمر بقيد الصلاة والزكاة لما اعترض على أبي بكر، بقوله: كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله ﷺ:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله».
فقال أبو بكر: والله لأقاتل من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال.
إذ كان عمر يرى أن الشهادة وحدها تعصم الدم والمال، وتمنع من مقاتلة الممتنع، فلو كان الحديث عنده بقيد الصلاة والزكاة لما اعترض على أبي بكر، وهذا مما يوهي هذا الحديث الغريب.