للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وقال سعيد بن منصور: نا سفيان، عن الزهري، عمن حدثه؛ أن أبا بكر حين منعه الناس الزكاة أراد أن يقاتلهم، فقيل له: أليس قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها؟» قال: فهذا من حقها أن لا يفرقوا بين ما جمع الله، ولو منعوني شيئاً مما أقروا لرسول الله قاتلتهم عليه.

وقال ابن أبي عمر العدني: حدثنا سفيان، عن الزهري، قال: قيل لأبي بكر: اقبل منهم أن لا يؤدوا الزكاة، فقال: لو منعوني شيئاً مما أقروا به لرسول الله ، لقاتلتهم عليه، فقيل لأبي بكر: أليس قد قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله»؟، فقال أبو بكر: هذا من حقها، لو منعوني شيئاً مما أعطوا رسول الله، لقاتلتهم عليه، لا تفرقوا بين ما جمع الله. قال سفيان: يعني: الصلاة والزكاة.

أخرجه الشافعي في الأم (٤/ ١٨١)، وفي المسند (٢٠٨)، وسعيد بن منصور في سننه (٢/ ٣٧٣/ ٢٩٠١) و (٢/ ٣٨٤/ ٢٩٣٣)، وابن أبي عمر العدني في الإيمان (٢١)، والبيهقي في السنن (٨/ ١٧٦ - ١٧٧).

قلت: لم يضبط سفيان بن عيينة إسناد هذا الحديث ولا متنه، فقد اختلف ثقات أصحابه عنه في روايته، على الوجوه المذكورة مما يشعر بكون ابن عيينة لم يكن يضبطه، فحدث كل واحد منهم بوجه مختلف، والعمدة على رواية جماعة الحفاظ من أصحاب الزهري الذين ضبطوا الحديث سنداً ومتناً، مثل: شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعمر بن راشد، وغيرهم، والله أعلم.

وانظر أيضاً فيمن وهم على ابن عيينة: ما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٤/ ٥٨٢).

وممن خالف أيضاً أصحاب الزهري في إسناد هذه القصة:

مرزوق بن أبي الهذيل، فرواه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: لما استخلف أبو بكر ارتدَّ من ارتدَّ من العرب، فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ونصلي، ولا نغصب أموالنا، فقال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قالها عصم مني ماله ونفسه إلا بحقها؟» قال أبو بكر: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها، قال: فما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر للقتال عرفت أنه الحق.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٤/ ١٣٠/ ٢٩١٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٧/ ٢١٣)

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن الزهري بهذا الإسناد، وخالف ثقات أصحاب

<<  <  ج: ص:  >  >>