كيف نقاتل هؤلاء القوم وهم يصلون؟ وقوله: لأقاتلن قوما ارتدوا عن الزكاة، وهي ألفاظ شاذة، لكنه تابع ثقات أصحاب الزهري في قوله: لو منعوني عناقا.
٩ - ورواه صالح بن أبي الأخضر [ضعيف، من المرتبة الثالثة من أصحاب الزهري الذين لازموه ولكن تكلم في حفظهم. راجع: شرح العلل (٢/ ٦١٣ و ٦١٤)]، عن الزهري، قال: سمعت سعيد بن المسيب، وأبا سلمة، عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله ﷺ ارتد من ارتد من العرب، قالوا يا أبا بكر كيف تقاتل الناس؟ وقد علمت أن رسول الله ﷺ قال:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ودمه إلا بحقه، وحسابه على الله».
قال: تالله لأقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعها، قال عمر: والله ما هو إلا أن رأيت انشراح صدر أبي بكر على القتال، فعلمت أنه الحق.
وفي رواية: عن سعيد، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فقال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وهم يقولون لا إله إلا الله؟ فقال: لو منعوني عقالا مما كانوا يؤدونه إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم عليه.
أخرجه البزار (١٤/ ١٥٢/ ٧٦٨٣)[ووقع عنده: لو منعوني عقالا، وهو وهم]، والطحاوي في المشكل (١٥/ ٨٨/ ٥٨٦١)، وابن الأعرابي في المعجم (٩٢)[واللفظ له]، وابن السماك في الثاني من أماليه (٤٧)، والدارقطني في العلل (٩/ ١٥٥/ ١٦٨٧)، والخطابي في أعلام الحديث (١/ ٧٣٧).
رواه عن صالح بن أبي الأخضر به هكذا: عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي [لا بأس به. تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (٣٨٠)]، والنضر بن شميل [ثقة ثبت، وقال فيه: لو منعوني عناقا][عند الطحاوي]، وإبراهيم بن حميد الطويل [قال أبو حاتم والعجلي:«ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«يخطئ»، وله أوهام. معرفة الثقات (٢٢)، وتاريخ الإسلام (١٥/ ٥٣)، واللسان (١/ ٢٦٩)، وعلل الدارقطني (٥/ ٧٦/ ٧٢٣) و (٥/ ٢٦٤/ ٨٦٨)] [وقال فيه: لو منعوني عناقا][عند ابن السماك].
قال البزار:«وهذا الحديث قد قال بعضهم: عن أبي هريرة عن عمر، وقال بعضهم: عن أبي هريرة، ورواه غير واحد عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة».
وقال الطحاوي: ولا نعلم عن صالح عن الزهري في ذلك خلافا».
قلت: وهم صالح بن أبي الأخضر في مواضع من هذا الحديث، أما إسناده: فإن الزهري يروي هذا الحديث بهذه القصة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، والمراجع فيها لأبي بكر هو عمر بن الخطاب، وهو الذي حاجه بالحديث في قتال مانعي الزكاة؛ فإن أبا هريرة يرويه عن عمر في قصته مع أبي بكر.