أخرجه أحمد (٢/ ٣٦)، قال: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر به. [المسند المصنف (١٤/ ٥١٨/ ٧٠٩٩)].
وأحمد بن حنبل: ثقة حافظ، ثبت حجة، إمام فقيه، وهو من قدماء أصحاب عبد الرزاق، ممن سمع منه قبل ذهاب بصره [شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٣)].
• خالفه: أحمد بن يوسف بن خالد السلمي [ثقة حافظ]، والحسين بن مهدي الأبلي [ثقة]: قالا: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر، في السبع الغوابر، في الوتر". لفظ السلمي [عند أبي عوانة].
ولفظ ابن مهدي [عند البزار]: أن رجلاً سأله، قال: رأيت ليلة القدر كأنها ليلة ثلاث وعشرين، فقال: "أرى رؤياكم قد تواطأت على العشر الأواخر، فاطلبوها في العشر، في السبع الغوابر، في الوتر".
أخرجه أبو عوانة (٨/ ٢٨٥/ ٣٣١٣ - ط الجامعة الإسلامية)، والبزار (١٢/ ٢٥٥/ ٦٠١١). [الإتحاف (٨/ ٣٨٥/ ٩٦٠٨)].
هكذا اختلف فيه على عبد الرزاق، والأشبه بالصواب من رواية معمر: ما وافق فيه أصحابَ الزهري الثقات، مثل: عقيل بن خالد، ويونس بن يزيد الأيلي، وابن جريج.
فقد جاء في روايتهم: "التمسوها في السبع الأواخر"، أو: "الغوابر"، وقد أخرجه البخاري (٦٩٩١) من طريق عقيل، وأعرض عن حديث معمر، والله أعلم.
• وخالفهم فوهم في متنه: إسحاق بن إبراهيم الدبري [وقد تُكُلِّم في روايته عن عبد الرزاق، فإنه ممن سمع من عبد الرزاق باخرة بعدما عمي وأضر، كما أن الدبري كان يصحف، ويحرف. شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٤)، اللسان (٢/ ٣٦)]، فرواه عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر؛ أن رجلاً قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني رأيت ليلة القدر كأنها ليلة كذا وكذا، فقال: "أرى رؤياكم قد تواطت على العشر الأواخر، فالتمسوها في تسع في وتر".
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٤/ ٢٤٧/ ٧٦٨٠). [المسند المصنف (١٤/ ٥١٨ / ٧٠٩٩)].
• ثم وهم الدبري مرة أخرى فرواه في المصنف (٤/ ٢٤٧/ ٧٦٨١)، عن عبد الرزاق، عن معمر، وابن جريج، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر في التسع الغوابر في وتر". [المسند المصنف (١٤/ ٥١٨/ ٧٠٩٩)].
وهذا لفظ معمر [الذي رواه أحمد عن عبد الرزاق به]، ولفظ ابن جريج بخلافه، وقد تقدم قبل قليل، فتبين بذلك أنه حمل لفظ أحدهما على الآخر، والوهم فيه عندي من