أصحاب الثوري، حديثه عن الثوري عند الجماعة، لكنه ممن يغلط في حديث الثوري]:
عن سفيان، عن ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة [العبدري الحجبي المكي: ثقة، من الخامسة]، عن ابن يعلى، عن أبيه، أن النبي ﷺ طاف بالبيت مضطبعًا، وعليه بُرد. لفظ قبيصة [عند الترمذي وغيره].
ولفظ الفريابي [عند الدارمي] عن النبي ﷺ أنه طاف مضطبعًا.
أخرجه الترمذي في الجامع (٨٥٩)، وفي العلل الكبير (٢٢٦)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه «مختصر الأحكام» (٤/ ٩١/ ٧٩٠)، وابن ماجه (٢٩٥٤)، والدارمي (٢٠٠٢ - ط البشائر)، وابن أبي شيبة (٩/ ١٥٢/ ١٦٦٤٣ - ط الشثري)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٧٩)، وفي المعرفة (٧/ ٢١٥/ ٩٨٥٥). [التحفة (٨/ ٣٦٩/ ١١٨٣٩)، الإتحاف (١٣/ ٧٢٤/ ١٧٣٤٨)، المسند المصنف (٢٥/ ٥٤٥/ ١١٥٧٠)].
• تابعهما على الإسناد، وزاد في المتن زيادة منكرة معاوية بن هشام [صدوق، كثير الخطأ]، وليس بالثبت في الثوري، بل له عنه أوهام كثيرة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عبد الحميد، عن ابن يعلى، عن أبيه، عن النبي ﷺ أنه طاف بالبيت وبين الصفا والمروة مضطبعًا.
أخرجه المحاملي في الأمالي (٤٦٩ - رواية ابن يحيى البيع) [وبسنده تحريف]. قلت: ذكر الاضطباع بين الصفا والمروة منكر.
* قال الترمذي: «هذا حديث الثوري، عن ابن جريج، ولا نعرفه إلا من حديثه، وهو حديث حسن صحيح. وعبد الحميد؛ هو ابن جبير بن شيبة، عن ابن يعلى، عن أبيه، وهو يعلى بن أمية». [وحكاه الطوسي في مختصره].
وقال في العلل: «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث الثوري، عن ابن جريج. قلت له: من عبد الحميد هذا؟ قال: هو: ابن جبير بن شيبة، وابن يعلى هو ابن يعلى بن أمية. قلت له: روى هذا غير قبيصة عن سفيان؟ قال: رواه محمد بن يوسف».
وقال المزي في تهذيب الكمال (٣٤/ ٤٨٤) في ترجمة ابن يعلى بن أمية عن أبيه بهذا الحديث: «إن لم يكن صفوان بن يعلى بن أمية، فلا أدري من هو».
وقال ابن حجر في التهذيب (٦/ ١٠٩)، في ترجمة صفوان بن يعلى: «وحديثه عند ابن ماجه في الحج، من رواية عبد الحميد بن جبير عن ابن يعلى عن أبيه، وهو صفوان هذا، كما جزم به المزي في الأطراف، ولم يرقم له في هذا الكتاب».
قلت: وبهذا التقرير يصح الحديث، كما قال الترمذي، وظاهر تصرف الترمذي يدل على أن المبهم هو صفوان، وأما وصف البرد بالخضرة فهو شاذ، لم يأت به سوى محمد بن كثير والمؤمل بن إسماعيل، ووصفه بكونه حضرميًا محفوظ تتابع عليه: وكيع بن الجراح، وعبد الرزاق، وعبد الله بن الوليد، وأبو حذيفة النهدي.