عن محمد بن المنكدر، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: «من طاف بالبيت؛ كان كعتق رقبة».
أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ١٤٦/ ٤٤١٧ - أطرافه)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٦٠١/ ٦٢٦٨).
قال الدارقطني:«تفرد به: أبو عبيدة بن أبي السفر، عن وهب بن جرير بن حازم، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه».
وسئل عنه في العلل (١٤/ ٣٤٢٩/ ٧٠)، فقال:«يرويه أبو عبيدة بن أبي السفر، عن وهب، عن شعبة، عن ابن المنكدر، عن أبيه. وإنما روى هذا: حريث بن السائب، عن ابن المنكدر، عن أبيه. ولا يصح عن شعبة».
قلت: ليس هذا من حديث شعبة، وهم فيه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أبي السفر، وهو: ليس بالقوي [التهذيب (١/ ١٢٤)]، يروي أحاديث مناكير.
ورواه حفص بن محمد الشيباني [شيخ للفاكهي، لا يُدرى من هو؟]، قال: حدثني أبو بكر الكليبي، قال: أخبرني الحجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله ﵄، عن النبي ﷺ بمثل الحديث الأول، حديث ابن جريج [يعني: حديث علي بن عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا:«من طاف بهذا البيت سبعًا يحصيه، وصلى ركعتين، كان كعدل عتاق رقبة»].
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٨٧/ ٢٩٤).
قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به عن أبي الزبير المكي دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: حجاج بن أرطاة، وهو ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر فيه سماعًا من أبي الزبير، وقد تفرد به عنه: أبو بكر الكليبي، واسمه: عباد بن صهيب، وقد تركوه، قاله البخاري، وقال ابن المديني:«ذهب حديثه»، وقال أبو حاتم:«ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه»، وقال النسائي والدولابي:«متروك الحديث»، وقال ابن أبي حاتم: روى عنه من لم يفهم العلم، ولا يثبت تقوية ابن معين له، فهو آفة هذا الحديث، وهو متروك، منكر الحديث [اللسان (٤/ ٣٩٠)]، والله أعلم.
١٨ - حديث أبي هريرة:
• يرويه: إسماعيل بن عياش: حدثنا حميد بن أبي سويد، قال: سمعت ابن هشام يسأل عطاء بن أبي رباح عن الركن اليماني، وهو يطوف بالبيت؟ فقال عطاء: حدثني أبو هريرة، أن النبي ﷺ قال:«وكل به سبعون ملكًا، فمن قال: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، قالوا: آمين».
فلما بلغ الركن الأسود، قال يا أبا محمد: ما بلغك في هذا الركن الأسود؟ فقال عطاء: حدثني أبو هريرة، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:«من فاوضه، فإنما يفاوض يد الرحمن».