عمرة القضية سنة سبع، فكيف طاف به في خرقة؟ ومتى وصل إلى مكة، وهل فارق رسول الله ﷺ منذ هاجر معه إلى أن قبض رسول الله ﷺ؟».
وقال ابن كثير في البداية (١٢/ ١٨٨): «ومن قال: إن الصديق طاف به حول الكعبة
وهو في خرقة فهو واهم والله أعلم، وإنما طاف الصديق به في المدينة ليشتهر أمر ميلاده
على خلاف ما زعمت اليهود».
وقال ابن حجر في الإصابة (٦/ ١٥٠): «قلت: يحتمل أن يكون المراد بقوله: طاف به؛ من مكان إلى مكان، وإلا فالذي قاله الواقدي متجه، ولم يدخل أبو بكر مكة من حين هاجر إلا مع النبي ﷺ في عمرة القضية، ولم يكن ابن الزبير معه».
قلت: ولا يثبت هذا عن أبي بكر الصديق؛ في سنده مبهم، ومن المجاهيل تأتي المناكير، وقد صدق الواقدي فيما قال.
• ورواه سفيان الثوري [ثقة حجة، أثبت الناس في أبي إسحاق، وأقدم الناس سماعاً منه]، وعلي بن صالح بن حي [ثقة]:
عن أبي إسحاق، أن أبا بكر طاف بابن الزبير في خرقة.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٨٣/ ٩٣٤٦ - ط التأصيل الثانية)، وابن أبي شيبة (٨/ ٤٥٧/ ١٥٥٤٧ - ط الشثري)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٣٠١/ ٦٢٣ و ٦٢٤)، وأبو بكر الأثرم [عزاه إليه: ابن قدامة في المغني (٥/ ٥٢)]، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٨/ ١٥٧). وهذا مرسل، أبو إسحاق السبيعي عن أبي بكر الصديق: مرسل، ولا يثبت.
٧ - عن أنس بن مالك:
• يرويه: عبد الله بن الزبير الحميدي، ومعن بن عيسى، وإبراهيم بن المنذر الحزامي [وهو يرويه عن معن عند البخاري]، ويحيى بن موسى [وهم ثقات]، قالوا:
حدثنا محمد بن سعدان بن عبد الله بن جابر مولى قريش [روى عنه جماعة من الثقات، وقال أبو حاتم: «شيخ»، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (١/ ١٠٤). الجرح والتعديل (٧/ ٢٨٢)، الثقات (٧/ ٤١٠ و ٤٣٢). الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٣٠٤)]، عن أبيه [مجهول. التاريخ الكبير (٤/ ١٩٦). الجرح والتعديل (٤/ ٢٨٩)، الثقات (٤/ ٣٤٤). الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ٤٥٦)]، قال: رأيت أنس بن مالك ﵁ يطوف به بنوه حول البيت على سواعدهم، وقد شدوا أسنانه بذهب. لفظ الحزامي [عند الطبراني، وابن أبي عاصم دون شد الأسنان بالذهب].
ولفظ معن [عند البخاري]: قال: رأيت أنس بن مالك يطوف به بنوه على سواعدهم، وقد شدت أسنانه بذهب.
ولفظ الحميدي [عند الفاكهي]: قال: رأيت أنس بن مالك ﵁ يطوف به بنوه على أيديهم.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٠٤) (١/ ٣٧٥/ ٢٩٤ - ط الناشر المتميز)،