وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«كان من أهل العلم»، وقال العجلي:«مدني ثقة»، وقال ابن سعد:«كان ثقة»، وصحح له الترمذي وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والحاكم، وأخرج له أبو داود والنسائي واحتجا به، وصنيع أبي حاتم والدارقطني في العلل يدل على تقويتهما له. لكن قال النسائي:«ليس بالقوي»، وضعفه ابن المديني، وقال أحمد:«متروك»، لكن قال ابن نمير:«لا أقدم على ترك حديثه» [التاريخ الكبير (٥/ ٢٧١). الجرح والتعديل (٥/ ٢٢٤). تاريخ ابن معين للدارمي (٥٨٦). التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٢/ ٣١٤/ ٣٠٩٦). علل ابن أبي حاتم (٣٥٤ و ١٠١٨). الثقات (٧/ ٦٩). معرفة الثقات (١٠٣٠). علل الدارقطني (١٢/ ٢٧١/ ٢٧٠٦). ضعفاء ابن الجوزي (١٨٢٦). تاريخ الإسلام (٣/ ٩١٤). الميزان (٢/ ٥٥٤). التهذيب (٢/ ٤٩٧)] [تنبيه: لم أقف على قول أحمد في المصادر القديمة، مثل المسند، وسؤالات أهل بيته وأصحابه، وأقدم مصدر وقفت عليه نقل قول أحمد هو الضعفاء لابن الجوزي، وفي بعض ما ينقله نظر، وقد أخرج له أحمد أحاديث في المسند].
قلت: فالأصل في مثل هذا ألا يحتج به، وهو صالح في الشواهد والمتابعات، وقد يحسن حديثه بالقرائن، مثل حديثنا هذا، ويبدو لي أنه من صحيح حديثه، وكل من وثق عبد الرحمن أو قواه؛ مثل: ابن معين، وابن سعد، والعجلي، وابن حبان، وكذلك عدم تضعيف أبي حاتم له؛ بل قوله فيه:«شيخ»، كل هؤلاء نظروا إلى ما استقام من مروياته، فاعتمدها.
قال ابن الملقن في البدر المنير (٩/ ٤٩٤): «هذا الحديث صحيح».
• ورواه الحسين بن محمد [ابن بهرام التميمي المروذي، نزيل بغداد: ثقة]، وسريج بن النعمان [بغدادي، ثقة]، قالوا:
حدثنا ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله ﷺ أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول الله ﷺ:«ما بال القرآن؟»، قالا: يا رسول الله، نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله ﷺ:«ليس هذا نذراً»، فقطع قرانهما. قال سريج في حديثه:«إنما النذر ما ابتغي به وجه الله ﷿».
وهذا حديث حسن، وعبد الرحمن بن أبي الزناد؛ حديثه بالمدينة: صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون؛ إلا ما كان من رواية سليمان بن داود الهاشمي؛ فأحاديثه عنه حسان، وهذا مما رواه عنه البغداديون، وهو صالح في المتابعات. [انظر: فضل الرحيم الودود (٢/ ١٧٠/ ١٤٨) و (٨/ ٢٥٩/ ٧٤٤)].
• ورواه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد، قال: حدثني أبو إسحاق