مختصراً: شرب من زمزم وهو قائم. وكذلك رواه الثوري، وابن عيينة، ومروان بن معاوية، وأبو عوانة، وغيرهم، عن عاصم. وأخرجه البخاري من حديث الثوري، ومروان، وقال بعضهم في الحديث: سقيت وليس في رواية واحد منهم ذكر الطواف، والله أعلم».
وقال في المعرفة (٧/ ٢٣٤): «هذا غريب بهذا اللفظ، والمشهور عن شعبة وغيره، عن عاصم: شرب من زمزم وهو قائم. ليس فيه ذكر الطواف».
وقال ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٥/ ٥٤٨): «هذا حديث غريب لا يثبت،
والصحيح المشهور: حديث شعبة، وسفيان الثوري، والفزاري، وغيرهم، عن عاصم، عن
الشعبي، عن ابن عباس ﵁ قال: سقيت رسول الله ﷺ من زمزم فشرب وهو قائم».
قلت: هذا حديث شاذ، وهم فيه على شعبة: عبد السلام بن حرب، وهو: ثقة حافظ، له مناكير.
• وقد رواه معاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن جعفر غندر، وأبو داود الطيالسي، وهاشم بن القاسم، ووهب بن جرير، والأسود بن عامر شاذان [وهم ثقات، وفيهم جماعة من أثبت الناس في شعبة]، وإبراهيم بن حميد الطويل [قال أبو حاتم والعجلي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «يخطئ»، وله أوهام معرفة الثقات (٢٢). تاريخ الإسلام (١٥/ ٥٣). اللسان (١/ ٢٦٩). علل الدار قطني (٥/ ٧٦/ ٧٢٣) و (٥/ ٢٦٤/ ٨٠٨)]
عن شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ دعا بشراب، قال: فأتيته بدلو من ماء زمزم، فشرب قائماً. لفظ غندر [عند أحمد].
وقال معاذ بن معاذ [عند مسلم]: حدثنا شعبة، عن عاصم، سمع الشعبي، سمع ابن عباس، قال: سقيتُ رسول الله ﷺ من زمزم، فشرب قائماً، واستسقى وهو عند البيت.
ولفظ الطيالسي في مسنده، وعند أبي عوانة: أن رسول الله ﷺ أتى زمزم فاستسقى، فأتيت بماء، فشرب وهو قائم.
ولفظ هاشم [عند أحمد]: قال: مر بي النبي ﷺ قريباً من زمزم، فدعا بماء واستسقى، فأتيته بدلو من زمزم، فشرب وهو قائم. وبنحوه رواه وهب [عند ابن حبان، والبزار]، ورواه بنحو ما تقدم: شاذان، وإبراهيم الطويل [عند أبي عوانة].
أخرجه مسلم (١٢٠/ ٢٠٢٧)، وأبو عوانة (١٠/ ٢٦٣/ ٤١٠٢) و (١٦/ ٣٢٨/ ٨٦٤١ و ٨٦٤٢ و ٨٦٤٣)، وابن حبان (١٢/ ١٤٠/ ٥٣٢٠)، وأحمد (١/ ٢٤٣ و ٢٤٩)، والطيالسي (٤/ ٣٧٢/ ٢٧٧٠)، والبزار (١١/ ٤٧٧/ ٥٣٥٩)، وابن الأعرابي في المعجم (١٧٤٢)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٨٦) و (٧/ ٢٨٢)، وفي الآداب (٥٣٣)، وابن القيسراني في الأنساب المتفقة (٤٣). [التحفة (٤/ ٤٤٣/ ٥٧٦٧)، الإتحاف (٧/ ٣١١/ ٧٨٨٨)، المسند المصنف (١٣/٥/٦١٥٣)].