لكي يُرى، ويُقتدى به، ويُسأل كما ثبت في حديث جابر وغيره].
٢ - حديث ابن عمر:
• يرويه: هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا العوام بن حوشب [واسطي، ثقة ثبت، من السادسة]، عن عبد الملك بن نافع [ابن أخي القعقاع بن شور]، قال: قال ابن عمر: رأيت رجلاً جاء إلى رسول الله ﷺ بقدح فيه نبيذ وهو عند الركن، ودفع إليه القدح فرفعه إلى فيه، فوجده شديداً فرده على صاحبه، فقال له رجل من القوم: يا رسول الله! أحرام هو؟ فقال: عليَّ بالرجل، فأتي به، فأخذ منه القدح، ثم دعا بماء فصبه فيه، فرفعه إلى فيه، فقطب ثم دعا بماء أيضاً، فصبه فيه، ثم قال:«إذا اغتلمت عليكم هذه الأوعية، فاكسروا متونها بالماء». لفظ النسائي، وبنحوه رواه العقيلي، فيه:«إن هذه الأوعية تغتلم، فما غلبكم منها فاكسروه بالماء».
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/٣٢٣/٥٦٩٤)، وفي الكبرى (٥/١١١/٥١٨٤)، والعقيلي في الضعفاء (٣/٣٦)(٤/ ٣٤٩٥ - ٣٤ - ط الرشد)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (٢/ ١٤٥)(٥/ ٤٧٨/ ٤٦٠ - ط. التفسير). [التحفة (٥/ ٢٧٧/ ٧٣٠٣)، المسند المصنف (١٥/٥٠٧/٧٤٦١)].
قال العقيلي: عبد الملك بن نافع ابن أخي القعقاع بن شَور: حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري، قال: عبد الملك بن نافع ابن أخي القعقاع بن شور، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وفي حديثه اختلاف، فأسنده، ثم قال:«ولا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله».
قلت: هو حديث منكر، تفرد به عن ابن عمر: عبد الملك بن نافع الشيباني الكوفي، ابن أخي القعقاع بن شور، وهو مجهول، منكر الحديث [انظر: التهذيب (٨/ ٤٥٤)]، وقد روى جماعة من ثقات التابعين عن ابن عمر خلافه.
• ورواه علي بن مسهر، وعبد الواحد بن زياد العبدي، وأسباط بن محمد القرشي، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وورقاء بن عمر اليشكري [وهم ثقات]، قالوا:
حدثنا أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني [كوفي، ثقة، من الخامسة]، عن عبد الملك بن نافع قال: سألت ابن عمر عن النبيذ الشديد؟ فقال: جلس رسول الله ﷺ مجلساً بمكة، فجاءه رجل، فجلس إلى جنبه، فوجد منه ريحاً شديدة، فقال: ما هذا الذي شربت؟ فقال: نبيذ، فقال: جئ منه، قال: فدعا بماء فصبه عليه وشرب، ثم قال:«إذا اغتلمت أسقيتكم فاكسروها بالماء». لفظ ابن مسهر [عند ابن أبي شيبة].
ولفظ أسباط [عند الطحاوي، والنحاس]: قال: سألت ابن عمر، فقلت: إن أهلنا ينتبذون نبيذاً في سقاء لو نكهته لأخذ [مني]، فقال ابن عمر: إنما البغي على من أراد البغي، شهدت رسول الله ﷺ عند هذا الركن، وأتاه رجل بقدح من نبيذ، فأدناه إلى فيه، فقطب ورده، فقال رجل: يا رسول الله، أحرام هو؟ فرد الشراب، ثم دعا بماء فصبه عليه،