• ورواه أبو شهاب الحناط [عبد ربه بن نافع الكناني الكوفي: صدوق]، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة [صحابي، من مسلمة الفتح]؛ قال: أتي النبي ﷺ بإناء فيه نبيذ، فصب عليه الماء حتى تدفق، ثم شرب منه.
أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٥٤٣/ ٢٢٢٥ - السفر الثاني)، وابن قانع في معجم الصحابة (٣/ ١٠٠)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٩١/ ٦٨٩)، وأبو بكر الجصاص في شرح مختصر الطحاوي (٦/ ٣٦٣)[وبسنده تحريف].
قلت: وأبو صالح مولى أم هانئ باذام ضعيف، ولا يُعرف له سماع من المطلب بن أبي وداعة، ولم يصرح الأعمش بسماعه من أبي صالح هذا، وليس في الرواية ما يبين أن هذا النبيذ قد غلا واشتد، مثل ما دل عليه سياق حديث الكلبي، ولم يشتهر هذا الحديث عن الأعمش، ولا رواه عنه أصحابه المكثرون.
وكلام أبي زرعة السابق ذكره يدل على عدم سماع أبي صالح من المطلب، قال أبو زرعة:«وإنما ذاكرهم سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة، مرسل» [العلل (٤/ ٤٤٠/ ١٥٥٠)].
فهو حديث ضعيف.
• ورواه عبيد الله بن موسى [ثقة]، وعلي بن هاشم بن البريد [صدوق]، وشيخ مبهم لعبد الرزاق:
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عكرمة بن خالد، عن رجل من آل وداعة [قال أبو نعيم: أراه المطلب]، قال: استسقى رسول الله ﷺ وهو يطوف بالبيت، فقال رجل منهم: ألا آتيك بشراب نصنعه؟ قال:«بلى»، قال: فأتي بإناء فيه نبيذ، قال:«فهلا أكفيت عليه إناء أو عرضت عليه عوداً»، قال: فشرب منه فقطب، فدعا بماء فصبه عليه، ثم شرب وسقى. لفظ عبيد الله [عند الحارث]، وبنحوه رواه ابن البريد [عند ابن أبي شيبة]، وفيه: فأتاه بإناء فيه نبيذ زبيب.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٦٦/ ٩٢٦٤ - ط التأصيل الثانية)، وابن أبي شيبة (٨/ ٣٨١ / ١٥٢٥٣ - ط الشثري)، والحارث بن أبي أسامة (٥/ ١٤٧/ ٢٨٥٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٥٦٠/ ٦١٨٠). [المسند المصنف (٣٥/ ٢٥٠/ ١٦٩٥٩)].
قلت: وهذا مرسل، ولا يثبت أيضاً، عكرمة بن خالد يروي عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة، وهو تابعي، روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات [راجع: فضل الرحيم الودود (١٧/ ٦٥/ ١٤٠٦)]، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون، ولا يثبت بمثل هذه الأسانيد ما يخالف مقطوعاً به في الشرع، وهو تحريم شرب المسكر، حتى لو خفف بالماء.