إليه تخرج له الأرض أفلاذ كبدها، لا يحل ذكره في الكتب؛ فكيف الاحتجاج به!» [المجروحين (٢/ ٢٥٥)].
قلت: وأبو صالح مولى أم هانئ باذام ضعيف.
ومحمد بن السائب بن بشر الكلبي: كذاب، لا يشتغل به روى عن أبي صالح عن ابن عباس: أحاديث موضوعة [التهذيب (٣/ ٥٦٩). تاريخ الإسلام (٣/ ٩٦٠). السير (٦/ ٢٤٨) الميزان (٣/ ٥٥٦)].
• وينبغي أن يحسن الظن بالثوري بأنه ما روى هذا الحديث محتجاً به، ولكن متعجباً مستنكراً له، فقد قال أبو زرعة الرازي: «ولعل الثوري إنما ذكره تعجباً من الكلبي حين حدث بهذا الحديث؛ مستنكراً على الكلبي» [العلل (٤/ ٤٤٠/ ١٥٥٠)].
• وروى الموقوف أيضاً: أبو الأحوص سلام بن سليم [ثقة متقن]، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أم ولد لأبي مسعود الأنصاري، قالت: كنت أنبذ لأبي مسعود في الجر الأخضر.
أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/ ٢٧٠/ ٢٥٤٦٥ - ط الشثري).
قلت: وهذا موقوف بإسناد ضعيف؛ لأجل أم الولد المبهمة.
• ورواه وكيع بن الجراح، وسفيان الثوري، وشعبة [وعنه رجل مبهم]: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله، وأبي مسعود، وأسامة؛ أنهم كانوا يشربون نبيذ الجر.
أخرجه عبد الرزاق (٨/ ٥٠٩/ ١٨١٧٢ و ١٨١٧٣ - ط التأصيل الثانية)، وابن أبي شيبة (١٣/ ٢٧٣/ ٢٥٤٧٦ - ط الشثري).
وهذا مرسل، إبراهيم بن يزيد النخعي لم يدرك هؤلاء الصحابة؛ عبد الله بن مسعود، وأبا مسعود البدري، وأسامة بن زيد بن حارثة، لكنه موصول عنهم من وجه صحيح.
• فقد رواه الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن همام بن الحارث [النخعي الكوفي: ثقة عابد، من الثانية]، عن أبي مسعود، وابن مسعود، وأسامة بن زيد؛ أنهم كانوا يشربون النبيذ في الجر الأخضر. صفته بتصرف من مجموع الروايات.
أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (٢/ ٥٤) (٣/ ٤٠٤/ ٦١٨ - ط الرشد)، وابن أبي شيبة (١٣/ ٢٧٢/ ٢٥٤٧٢ و ٢٥٤٧٣).
وهذا موقوف بإسناد صحيح.
• وصح عن ابن مسعود من وجهين آخرين صحيحين: أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/ ٢٦٩ و ٢٧٢/ ٢٥٤٦٣ و ٢٥٤٧٤).
وروي أيضاً عن أبي مسعود أنه كان يشرب نبيذ الجر، موقوفاً عليه، من وجهين آخرين، لا يخلو كل منهما من مقال: انظر ما أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/ ٣٠٤/ ٢٥٥٩٦)، والدولابي في الكنى (٢/ ٥٤٣/ ٩٨٠)، وابن حزم في المحلى (٦/ ٢١٦).