قال الدارقطني: «عبد العزيز بن أبان: متروك الحديث».
قلت: وهذا حديث باطل؛ عبد العزيز بن أبان الأموي السعيدي: متروك، كذبه ابن نمير وابن معين، وقال: كذاب خبيث، يضع الحديث [التهذيب (٢/ ٥٨١)].
• ورواه اليسع بن إسماعيل: حدثنا زيد بن الحباب [ثقة]، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود قال: رأيت النبي ﷺ أُتي بإناء فيه نبيذ، فأخذه رسول الله ﷺ فقطب ثم ردَّه، فتبعه الرجل، فقال: يا رسول الله! أحرام هو؟ فأخذه رسول الله ﷺ، ثم دعا بذنوب من ماء زمزم، فصبه فيه وشرب، ثم قال: «إذا اعْتَلَمَتْ عليكم الأنبذة فاكسروها بالماء».
أخرجه الدارقطني (٥/ ٤٧٥/ ٤٦٩٧). [الإتحاف (١١/ ٢٦٨/ ١٤٠١٠)].
قال الدارقطني: «لا يصح هذا عن زيد بن الحباب عن الثوري، ولم يروه غير اليسع بن إسماعيل، وهو: ضعيف، وهذا حديث معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط عليه بحديث الكلبي عن أبي صالح، والله أعلم».
وقال الجورقاني في الأباطيل (٢/ ٢٧٧): «لا يصح هذا عن زيد بن الحباب عن الثوري، ولم يروه عنه غير اليسع بن إسماعيل، وهو ضعيف، وهذا حديث معروف بيحيى بن اليمان».
قلت: وهذا حديث باطل؛ تفرد به من حديث الثوري بهذا اللفظ: اليسع بن إسماعيل، وهو: ضعيف.
قال البيهقي في الكبرى (٨/ ٣٠٤): «وقد سرقه عبد العزيز بن أبان فرواه عن سفيان، وسرقه اليسع بن إسماعيل فرواه عن زيد بن الحباب عن سفيان، وعبد العزيز بن أبان: متروك، واليسع بن إسماعيل: ضعيف الحديث».
• والصواب في متن هذا الحديث بهذا الإسناد:
• ما رواه الثقة الثبت الحافظ الحجة، الإمام الناقد، أحد أثبت الناس في الثوري: يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان [الثوري]، عن منصور [منصور بن المعتمر: ثقة ثبت]، عن إبراهيم إبراهيم بن يزيد النخعي: ثقة عن خالد بن سعد [تابعي، ثقة، من الثانية، أخرج له البخاري والنسائي]، عن أبي مسعود، أنه كان يشرب نبيذ الجر. وقال منصور: ثم حدثني خالد بن سعد.
أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (٢/ ٥٤) (٣/ ٤٠٤/ ٦١٨ - ط الرشد)، ومن طريقه: ابن عدي في الكامل (٣/ ٤٥٤) (٤/ ٢٩٤/ ٦١٤٣ - ط الرشد).
وهذا موقوف على أبي مسعود البدري بإسناد صحيح.
• وأما الصواب في المتن الأول: أنه قد روي بإسناد ساقط واه بمرة:
• فقد رواه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي [ثقة مأمون، أثبت الناس كتاباً في الثوري]، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي [صدوق، كثير الوهم، ليس بذاك في