وقال البيهقي في الخلافيات (٧/ ١٧٥ - ط الروضة): «رواه اليسع بن إسماعيل، عن زيد بن الحباب، عن سفيان. واليسع بن إسماعيل: ضعيف الحديث. قاله لي: أبو عبد الرحمن، عن علي بن عمر [يعني: الدارقطني].
فالحديث معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط بحديث الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة السهمي.
هذا والكلبي: متروك الحديث. لا نقر به، وأبو صالح باذان - مولى أم هانيء -: ضعيف الحديث، قد سبق ذكرنا له، وليس هذا العجب من يحيى بن يمان! فإنه - رحمنا الله وإياه - كثير الخطأ، يتجنب ما ينفرد به.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمد، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: ربما عارضت بأحاديث يحيى بن يمان أحاديث الناس، فما خالف فيها الناس ضربت عليه، وقد ذكرت لوكيع شيئا من حديثه عن سفيان، فقال وكيع: ليس هذا سفيان الذي سمعنا نحن منه»، ثم ذكر نحو ما تقدم في السنن.
وقال الجورقاني: «هذا حديث منكر، وليس بصحيح».
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٤/ ١٦٩): «هذا في إسناده: يحيى بن اليمان، وتفرد به، ولا يعرف الحديث إلا من طريقه، ويحيى بن يمان: ضعيف، لا يحتج به؛ لسوء حفظه وكثرة خطئه، ذكره النسائي وغيره.
ويروى عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب، قال: عطش النبي ﷺ … فذكره. رواه الثوري عن الكلبي، وحسبك بالكلبي وأبي صالح ضعفا، ولا يعرف الحديث إلا ليحيى بن اليمان كما تقدم، وحديث الكلبي ذكره الدارقطني ﵀».
وتعقبه ابن المواق في بغية النقاد النقلة (٢/ ٢٢٨) بكون رواية الثوري عن الكلبي ليست عند الدارقطني، قلت: قد أخرجها من طريق المقدمي وشعيب عن الكلبي، ويأتي ذكرها.
وقال ابن حجر في الفتح (١٠/٤١): «وقد ضعف حديث أبي مسعود المذكور: النسائي، وأحمد، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم، لتفرد يحيى بن يمان برفعه، وهو ضعيف».
وقال في التهذيب (٣/ ٦٩٠): «ورواه يحيى بن سعيد عن سفيان موقوفا، وهو الصحيح».
• ورواه عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود، قال: سئل النبي ﷺ عن النبيذ: حلال هو أو حرام؟ قال: «حلال». أخرجه الدارقطني (٥/ ٤٧٦/ ٤٦٩٨)، ومن طريقه: البيهقي في الخلافيات (٧/ ١٧٥/ ٥١١٩ - ط الروضة). [الإتحاف (١١/ ٢٦٨/ ١٤٠١٠)].