أبو صالح: كل شيء حدثتك فهو كذب. وتابع عبد العزيز بن أبان والواقدي: يحيى بن
يمَان على وهمه».
وقال النسائي:«وهذا خبر ضعيف؛ لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان: لا يحتج بحديثه؛ لسوء حفظه، وكثرة خطئه».
وقال ابن أبي عاصم في الأشربة:«لا خلاف بين أهل الحديث والمعرفة: أن هذا حديث منكر، ثم خالد بن سعد هو: مجهول عندي لا يروي عنه إلا منصور، ولم يقل: سمعت أبا مسعود، فأرى أن يكون بينه وبين أبي مسعود إنساناً» [التوضيح لابن الملقن (٢٧/ ٥٦). التهذيب (٣/ ٦٩٠). هدى الساري (٤٠٠). نخب الأفكار (١٦/ ١٠٤)].
وقال العقيلي في الضعفاء (٦/ ٤٣٦ - ط الرشد): «يحيى بن يمان: لا يتابعه على حديثه إلا من هو دونه. حدثني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: ذكرت لعبد الرحمن [يعني: ابن مهدي] حديث سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود، قال: سئل رسول الله ﷺ عن النبيذ: أحرام هو؟ فقال: لا تحدث بهذا»، ثم ساقه، وقال:«وتابعه: عبد العزيز بن أبان، وهو دونه».
وقال ابن أبي حاتم في العلل (٤/ ٤٤٠/ ١٥٠٠): «وسألت أبا زرعة عن حديث يحيى بن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود: أن النبي ﷺ عطش حول الكعبة، فاستسقى، فأُتي بشراب من السقاية، فشمه، فقطب، فقال: «علي ذنوباً من زمزم»، فصبه عليه، ثم شربه؟ قال أبو زرعة: هذا إسناد باطل عن الثوري عن منصور؛ وهم فيه يحيى بن يمان؛ وإنما ذاكرهم سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة، مرسل. ولعل الثوري إنما ذكره تعجباً من الكلبي حين حدث بهذا الحديث؛ مستنكراً على الكلبي».
وقال في موضع آخر (٤/ ٤٤٤/ ١٥٠٢): «وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن يمان، … »، فذكره، وقال: فقلت لهما: ما علة هذا الحديث؟ وهل هو صحيح؟
فقالا: أخطأ ابن يمان في إسناد هذا الحديث، وروي هذا الحديث عن الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة، عن النبي ﷺ.
قال أبي: والذي عندي: أن يحيى بن يمان دخل حديث له في حديث رواه الثوري، عن منصور، عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود، عن أبي مسعود: أنه كان يشرب نبيذ الجر. وعن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب، عن النبي ﷺ: أنه كان يطوف بالبيت … الحديث. فسقط عنه إسناد الكلبي، فجعل إسناد منصور عن خالد عن أبي مسعود، لمتن حديث الكلبي.
وقال أبو زرعة: وهم فيه يحيى بن يمان؛ إنما هو الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب، عن النبي ﷺ.