فقال القاسم: اتقوا الله، ولا تقولوا على أم المؤمنين ما لم تكن تفعل. أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٣٧/ ١٥٤٥٨ - ط الشثري)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٣٨٨/ ٢١٩)
قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به عن القاسم بن محمد: عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي، وهو ضعيف؛ الجمهور على تضعيفه، وترك ابن مهدي والقطان رواية حديثه، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وقال ابن عدي: «مقدار ما يرويه لا يتابع عليه» [المجروحين (٢/٢٦). الكامل (٥/ ٢٦٠). التهذيب (٧/ ٢٩٥)].
• وانظر أيضا فيما عزاه ابن قدامة في المغني (٥/ ١٦١) إلى حنبل بن إسحاق في المناسك.
٢ - حديث أبي هريرة، وعمر بن الخطاب، وابن عمر:
يرويه: أحمد بن جناب المصيصي [ثقة]، قال: حدثنا عيسى بن يونس [ابن أبي إسحاق السبيعي: ثقة مأمون]، عن عبد السلام بن أبي الجنوب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: طاف النبي ﷺ بالبيت ثلاثة أسباع جميعا، ثم أتى المقام فصلى خلفه ست ركعات، يسلم من كل ركعتين يمينا وشمالا. قال أبو هريرة: أراه إنما أراد أن يعلمنا.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣/ ٦٦) (٤/ ٨٠/ ٣٥٩٤ - ط الرشد)، وابن السماك في الثاني من أماليه (٥٤)، وأبو حفص العكبري [عزاه إليه: أبو يعلى الفراء في التعلقة الكبيرة (٢/٤١)]، والبيهقي (٥/ ١١٠).
ورواه أيضا: أحمد بن جناب، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبد السلام بن أبي الجنوب، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: طفت مع عمر بن الخطاب بالبيت فلما أتممنا دخلنا في الثاني، فقلنا له: إنا قد أتممنا، قال: إني لم أؤهم، ولكني رأيت رسول الله ﷺ يقرن، فأنا أحب أن أقرن.
أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٣/ ٢٥٧/ ٤٧٢٧ - السفر الثالث)، وعنه: الشاشي في مسنده [عزاه إليه: ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ٥٠٤/ ٣٤١)]، والبيهقي (٥/ ١١٠)، والضياء في المختارة (١/ ٣٣٠/ ٢٢٤).
قال ابن جناب: «هذا حديث منكر، لا يكتب حديث عبد السلام».
وقال العقيلي بعد حديث أبي هريرة: «روى عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي ﷺ … ، نحو هذا في القرآن جميعا غير محفوظين من حديث الزهري.
وقد حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار، قال: حدثنا نافع بن عمر الجمحي، عن محمد بن عبد الرحمن الحجبي، عن ابن شهاب، في حديث رفعه، قال: سبع وركعتاه. وهذا أولى. [يعني: مرسلا].