قال علي: «قوله: لم أسمعه من أبي، شديد على ابن جريج»، قال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي: «يعني: ابن جريج لم يضبطه».
وفي رواية الرمادي: قال سفيان: فحدثنا كثير بن كثير بعدما سمعته من ابن جريج، قال: أخبرني بعض أهلي، ولم أسمعه من أبي.
أخرجه أبو داود (٢٠١٦)، وأحمد في المسند (٦/ ٣٩٩)، وفي العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٥٩٣٩/ ٤٥٦ - ٥٩٤١). [تقدم تخريجه في الفضل (٨/٩٣/٧١٨)].
قلت: رواية ابن عيينة بينت عوار رواية ابن جريج ومن معه، وأن كثير بن كثير لم يسمع هذا الحديث من أبيه، وإنما رواه عمن لم يسمه، عن جده المطلب، فسقط بذلك الاحتجاج بهذا الحديث لأجل هذا المبهم، والله أعلم.
٧ - حديث ابن عباس:
أ - روى خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن إدريس، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن فضيل، وغيرهم:
حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ قدم مكة وهو يشتكي، فطاف على راحلته كلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين [لفظ خالد عند أبي داود].
ولفظ عبد الرحيم [عند الطبري]: قال: طاف رسول الله ﷺ وهو شاك، وهو راكب، معه محجن له، كلما مر بالحجر استلمه بالمحجن، حتى إذا قضى طوافه، نزل فصلى ركعتين.
ولفظ هشيم [عند أحمد، والطبري]: أن النبي ﷺ طاف بالبيت وهو على بعيره، واستلم الحجر بمحجن كان معه.
وتابعه على ذلك: جرير بن عبد الحميد [عند إسحاق]: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على بعير، ومعه محجن يستلم الحجر، فلما طاف أسبوعاً صلى ركعتين.
أخرجه أبو داود (١٨٨١). [والمحفوظ فيه ما رواه هشيم وجرير: أن النبي ﷺ طاف بالبيت وهو على بعيره، واستلم الحجر بمحجن كان معه، فلما طاف أسبوعاً صلى ركعتين. وهو حديث صحيح، بدون زيادة الشكاية] [تقدم تخريجه في باب استلام الحجر بالمحجن، تحت الحديث رقم (١٨٧٣)].
ب - وروى سفيان الثوري [ثقة حجة، إمام فقيه]، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد [ليس به بأس]، وأبو قرة موسى بن طارق [ثقة]، ومسلم بن خالد الزنجي [ليس بالقوي]:
عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال: رأيت ابن عباس طاف بعد العصر وصلَّى.
وفي رواية الثوري [عند البيهقي]: عن ابن عباس؛ أنه طاف بعد العصر، وصلى ركعتين.