كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

الأبواب المستدركة على أبي داود في مسائل وأحكام الطواف - (٦) باب ركعتي الطواف - ج: 30 - ص: 444

وفي رواية أبي قرة [عند الفاكهي]: عن ابن جريج، قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة، يذكر: أنه رأى ابن عباس ﵄ يوم التروية طاف بعد العصر سبعا، ثم صلى ركعتين، ثم انطلق.

أخرجه الشافعي في الرسالة (٩٠٣)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٥٧/ ٤٩٦ و ٤٩٧)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٦٣) و (٥/ ٩٢)، وفي الخلافيات (٣/ ٢٩٨/ ٢٤٧٩).

وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

٨ - حديث عائشة:

أ - يرويه: سوار بن عمارة الرملي، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ﵄، قالت: قدم رسول الله تعم ﷺ مكة، فطاف بالبيت سبعا، وصلى عليه ركعتين، فمضت السنة من النبي تعم ﷺ وأصحاب النبي تعم ﷺ طواف بالبيت، وصلاة عليه ركعتين. لفظ الفاكهي.

ولفظ أبي زرعة: قدم رسول الله تعم ﷺ فطاف بالبيت سبعا، وصلى ركعتين، فالسنة من رسول الله تعم ﷺ وأصحابه الطواف والصلاة ركعتين.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢١٥/ ٣٧٤)، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (٧٣).

قلت: زهير بن محمد التميمي: رواية أهل الشام عنه ضعيفة فيها مناكير، ورواية أهل العراق عنه مستقيمة؛ قال الإمام أحمد: «أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر»، وقال الإمام البخاري: «أحاديث أهل العراق عن زهير بن محمد: مقاربة مستقيمة»، وهذا من ضعيف حديثه حيث رواه عنه رجل من أهل الشام، سوار بن عمارة الرملي: ليس به بأس [انظر: التهذيب (١/ ٦٣٩). الميزان (٢/ ٨٤). إكمال مغلطاي (٥/ ٩٠). ترتيب علل الترمذي ص (٣٩٥). جامع الترمذي (٣٢٩١). وغيرها]، وقد وهم فيه زهير على هشام، حيث سلك فيه الجادة، فزاد فيه الرفع والوصل، إنما يرويه الناس من قول عروة مقطوعا عليه.

• فقد رواه أنس بن عياض [مدني، ثقة]، وأسامة بن حفص [مدني، لا بأس به، روى له البخاري حديثا واحدا متابعة عن هشام بن عروة. التهذيب (١/ ٥٤٥)]: عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه لم يكن يجمع بين السبعين، ولا يصلي بينهما، ولكنه كلما طاف سبعا صلى ركعتين.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢١٨/ ٣٨٦).

وهذا هو الصواب؛ مقطوع على عروة بإسناد صحيح.

ب - وروى محمد بن فضيل [ثقة]، عن عبد الملك بن أبي سليمان [ثقة، مكثر عن عطاء]، عن عطاء، عن عائشة؛ أنها قالت: إذا أردت الطواف بالبيت بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة العصر؛ فطف وأخر الصلاة حتى تغيب الشمس، أو حتى تطلع، فصل لكل أسبوع ركعتين.