• رواه يزيد بن هارون [ثقة متقن]: أنا القاسم بن أبي أيوب [الأسدي الأعرج الواسطي، أصبهاني الأصل: ثقة]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال الله لنبيه ﷺ: ﴿طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ فالطواف قبل الصلاة.
وقال: قال رسول الله ﷺ: «الطواف بمنزلة الصلاة، إلا أن الله قد أحل فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير».
أخرجه الحاكم (٢/ ٢٦٦)(٤/ ٨٥/ ٣٠٩٣ - ط الميمان)(٤/ ١٦٢/ ٣٠٩١ - ط المنهاج القويم)[بإسناد صحيح إلى يزيد به]، وعنه: البيهقي في المعرفة (٧/ ٢٣٢) / [(٧/ ١٥٤/ ٧٥١٣) ٩٩٠٣]
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وإنما يعرف هذا الحديث من حديث عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير».
وتعقبه ابن حجر في موافقة الخبر (٢/ ١٣٥): «قلت: وهو كما قال؛ إن كان شطره الثاني من قول ابن عباس، وقد رواه حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مقتصراً على شطره الأول، فاحتمل أن يكون الشطر الثاني من قول من دون ابن عباس، فيكون مرسلاً أو معضلاً، والله أعلم».
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (١/ ٣٤٩): «وإذا تأملت هذه الطرق عرفت أنه اختلف على طاووس على خمسة أوجه، فأوضح الطرق وأسلمها: رواية القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن بن عباس؛ فإنها سالمة من الاضطراب، إلا أني أظن أن فيها إدراجاً، والله أعلم».
قلت: هو غريب من حديث سعيد بن جبير، ثم إن يزيد بن هارون إنما يروي عن القاسم بن أبي أيوب بواسطة: أصبغ بن زيد الوراق [انظر مثلاً: مصنف ابن أبي شيبة (٦٠٩٧ و ٨٨٨٣ و ١٥١١٢ و ٣١٦١٩ و ٣٨٠٨٧). الزهد لأحمد (٢١٦٥). مسند سعد (٦). الأموال لابن زنجويه (١٦). مسند الدارمي (١٩٢٦). التاريخ الكبير (٢/٣٥). أخبار مكة للفاكهي (١٣٩٦). تاريخ واسط (٧٨). السنن الكبرى للنسائي (١٠/ ١٧٢/ ١١٢٦٣). مسند أبي يعلى (٥/١٠/٢٦١٨). تفسير الطبري (٢/٦) و (١٠/ ٣٤٤) و (١٦/ ٦٤). الكنى للدولابي (١/ ١٨٩). مستخرج أبي عوانة (٨/ ٢١٦/ ٣٢٤٥). شرح مشكل الآثار (٦٦ و ٢٩٧٠). الجرح والتعديل (٢/ ٣٢٠). المجروحين (١/ ١٧٤). الكامل لابن عدي (٢/ ١٠٥). الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (٥/ ٩٩/ ٣٧٥٠). فتح الباب (٤٣٨١). وغيرها كثير جداً]، ولا يُعرف ليزيد بن هارون رواية عن القاسم، وأصبغ هذا: ليس به بأس، له غرائب وإفرادات، يُخطيء كثيراً [التهذيب (١/ ١٨٣). الميزان (١/ ٢٧٠)]، ويبدو أن بعضهم أسقط أصبغ هذا من الإسناد سهواً؛ فلعل التبعة في هذا الحديث عليه، إنما يُعرف هذا الحديث من رواية طاووس عن ابن عباس، ولا يُعرف من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، والله أعلم.