أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله ﵄، قال: إن أم سلمة ﵂ طافت بالبيت على بعير.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٤٨/ ٤٧٢).
وهذا إسناد صحيح غريب.
ج - وروى عبد الله بن محمد الحنفي [عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي المروزي: وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (١١/ ٢٨٧). تاريخ الإسلام (٦/ ٥٦٤)]، قال: أخبرنا يحيى بن محمد [لم أهتد إليه]، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، قال: كان مجاهد يقول: لا يركب الطائف بالبيت إلا من ضرورة. فقلت لمجاهد: أخبرني من رأى أم سلمة؛ تطوف بعد ما أسنَّت ماشية، وبغلتها تقاد معها، قال: فاشتهاه.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٨٣ - مسند ابن عباس).
• ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني [حافظ صدوق، لازم ابن عيينة ثمانية عشر عاماً]، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، قال: قلت لمجاهد: أخبرني من رأى أم سلمة ﵂ زوج النبي ﷺ تطوف بين الصفا والمروة بعدما أسنت وبغلتها تقاد معها، فأعجبه ذلك.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٢/ ٢٣٦/ ١٤٢٦).
قلت: لا يثبت عن أم سلمة لأجل المبهم، والله أعلم.
• قال ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٣٦٣): «وأما المسألة الثالثة: وهي موضع صلاته ﷺ الصبح صبيحة ليلة الوداع، ففي الصحيحين، عن أم سلمة، قالت: شكوت إلى رسول الله ﷺ أني أشتكي، فقال: «طوفي من وراء الناس وأنت راكبة»، قالت: فطفت ورسول الله ﷺ حينئذ يصلي إلى جنب البيت، وهو يقرأ بالطور وكتاب مسطور. فهذا يحتمل أن يكون في الفجر وفي غيرها، وأن يكون في طواف الوداع أو غيره، فنظرنا في ذلك، فإذا البخاري قد روى في صحيحه في هذه القصة: أنه ﷺ لما أراد الخروج، ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت، وأرادت الخروج، فقال لها رسول الله ﷺ:«إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون»، ففعلت ولم تصل حتى خرجت وهذا مخرج في الموضع المشار إليه من الفضل. وهذا محال قطعاً أن يكون يوم النحر، فهو طواف الوداع بلا ريب، فظهر أنه صلى الصبح يومئذ عند البيت، وسمعته أم سلمة يقرأ فيها بالطور».
ومن الشواهد في باب الطواف راكباً:
١ - حديث عائشة:
• يرويه: هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: طاف النبي ﷺ في حجة الوداع حول الكعبة على بعيره يستلم الركن [بمحجنه]، كراهية أن يضرب عنه الناس.
أخرجه مسلم (٢٥٦/ ١٢٧٤)، والنسائي في المجتبى (٥/ ٢٢٤/ ٢٩٢٨)، وفي الكبرى