قلت: عطاء بن أبي رباح: لم يسمع من أم سلمة؛ قاله ابن المديني [علل ابن المديني (١١٨). المراسيل (٥٦٧). تحفة التحصيل (٢٢٨)]، وهو في العادة يروي عنها بواسطة.
• خالفه: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني [حافظ صدوق، لازم ابن عيينة ثمانية عشر عاماً، وابن كاسب يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، نزيل مكة: صدوق حافظ، له غرائب]، قالا:
حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن آخر، عن أم سلمة ﵂؛ أنها طافت بالبيت سبعاً راكبة من وراء المصلين قال يعقوب: على بعير. أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٧٠/ ٢٤٧). وقولهما أشبه بالصواب، وفي سنده مبهم.
• قلت: والمحفوظ فيه ما رواه مرسلاً: عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، كان راوية لابن جريج، ومن أثبت الناس فيه]، ومحمد بن شرحبيل بن جعشم [ليس به بأس]:
عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، قال: بلغني أن النبي ﷺ أمر أم سلمة - زوج النبي ﷺ أن تطوف راكبة في خدرها من وراء المصلين في جوف المسجد، قلت: أنهاراً أم ليلاً؟ قال: لا أدري، قلت: أي سبع؟ قال: لا أدري. لفظ عبد الرزاق، والفاكهي بمثله.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٨١/ ٩٣٣٩ - ط التأصيل الثانية)، وعنه: إسحاق بن راهويه (٢/ ٣٢٢/ ٢٠٧١)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٨٣/ ٢٥٢). [المسند المصنف (٣٥/٢٣٨/١٦٩٤٥)]
قال ابن حجر في المطالب (٦/ ٤١٨): «قلت: هذا مرسل رجاله رجال الصحيح، وأصله موصول عند الشيخين في الصحيحين من رواية عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة، وفي بعض طرقه أنها صلاة الصبح، وأنه طواف الوداع».
وقال في الفتح (٣/ ٤٨١): «وزاد الفاكهي في آخره: قال عطاء: وبلغني أن النبي ﷺ أمر أم سلمة أن تطوف راكبة في خدرها من وراء المصلين في جوف المسجد، وأفرد عبد الرزاق هذا، وكأن البخاري حذفه لكونه مرسلاً، فاغتنى عنه بطريق مالك الموصولة، فأخرجها عقبه».
• ورواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا حجاج، عن عطاء، أن أم سلمة - زوج النبي ﷺ طافت على بعير خلف الرجال. أو قال: خلف الناس.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٨٨ - مسند ابن عباس).
قلت: حجاج بن أرطاة ليس بالقوي، وقد سمع عطاء، وكان راوية له، وأكثر عنه جداً، لكن عند الاختلاف تقدم عليه رواية ابن جريج وسفيان بن عيينة.
ب - ورواه يعقوب بن حميد - إن شاء الله - يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، نزيل مكة: صدوق حافظ له غرائب، قال: حدثنا محمد بن خازم [أبو معاوية الضرير: ثقة]، قال: حدثنا زياد بن سعد [خراساني نزل مكة، ثم اليمن، ثقة ثبت]، عن