للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والثاني: قول الشريد: أفضت مع رسول الله ، فما مست قدماه الأرض حتى أتى جمعاً. وهذا ظاهره أنه من حين أفاض معه ما مست قدماه الأرض إلى أن رجع، ولا ينتقض هذا بركعتي الطواف، فإن شأنهما معلوم.

قلت: والظاهر أن الشريد إنما أراد الإفاضة معه من عرفة، ولهذا قال: حتى أتى جمعاً، وهي مزدلفة، ولم يرد الإفاضة إلى البيت يوم النحر، ولا ينتقض هذا بنزوله عند الشعب حين بال ثم ركب؛ لأنه ليس بنزول مستقر، وإنما مست قدماه الأرض مساً عارضاً».

* * *

١٨٨١ - قال أبو داود: حدثنا مسدد: حدثنا خالد بن عبد الله: حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن رسول الله قدم مكة وهو يشتكي، فطاف على راحلته، كلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين.

حديث منكر بهذا السياق

تقدم تخريجه في باب استلام الحجر بالمحجن، تحت الحديث رقم (١٨٧٣).

وختمت كلامي عليه، بقولي: والحاصل: فإن المحفوظ من قديم حديث يزيد بن أبي زياد هذا ما رواه هشيم، وجرير أن النبي طاف بالبيت وهو على بعيره، واستلم الحجر بمحجن كان معه. [فلما طاف أسبوعاً صلى ركعتين].

قال: وأتى السقاية، فقال: «اسقوني»، فقالوا: إن هذا يخوضه الناس، ولكنا نأتيك به من البيت، فقال: «لا حاجة لي فيه، اسقوني مما يشرب منه الناس»، [فأتي به فشرب].

وهو حديث صحيح، بدون هذه الزيادة المنكرة: «وهو يشتكي»، أو: «وهو شاك»، أو: «لأنه كان يشتكي»، وإنما طاف النبي راكباً لكي يُرى، ويُقتدى به، ويُسأل، كما ثبت في حديث جابر وغيره.

• قال المحب الطبري في القرى (٢٧٤): «وفيه إشكال؛ لأن ركوبه وإتيانه السقاية كان في يوم النحر، ولم يطف فيه بين الصفا والمروة، على ما رُوي في الصحيح، أنه طاف لحجه وعمرته بين الصفا والمروة طوافاً واحداً، وكان الطواف الأول؛ لأنه قد صح أنه سعى بعد طواف القدوم، وإن جعلنا إتيانه السقاية بعد طواف القدوم، ويكون قد تكرر منه؛ فالصحيح المشهور أن طوافه للقدوم كان راجلاً ولم يركب فيه؛ إلا أن يقال: إنه أعاد الطواف بين الصفا والمروة يوم النحر، ويرجح به قول من قال: القارن يطوف طوافين ويسعى سعيين، لكن الوارد في الصحيح خلافه».

ثم قال بعد أن ساق بعض أحاديث الباب حديث جابر، وعائشة، وابن عباس،

<<  <  ج: ص:  >  >>