كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٤٩ - باب الطواف الواجب - ج: 30 - ص: 375

والسلام طاف بين الصفا والمروة بعض الطوفات على قدميه، وشوهد منه ما ذكر، فلما ازدحم الناس عليه وكثروا ركب، كما يدل عليه حديث ابن عباس الآتي قريباً. وقد سلم ابن حزم أن طوافه الأول بالبيت كان ماشياً، وحمل ركوبه في الطواف على ما بعد ذلك، وادعى أنه كان راكباً في السعي بين الصفا والمروة، قال: لأنه لم يطف بينهما إلا مرة واحدة، ثم تأول قول جابر: حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل؛ بأنه يصدق ذلك وإن كان راكباً، فإنه إذا انصب بعيره فقد انصب كله وانصبت قدماه مع سائر جسده، قال: وكذلك ذكر الرمل يعني به رمل الدابة براكبها، وهذا التأويل بعيد جداً، والله أعلم».

ثم ذكر حديث أبي الطفيل قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله ﷺ قد رمل بالبيت … ، قال: «وهو يقتضي أنه إنما ركب في أثناء الحال، وبه يحصل الجمع بين الأحاديث، والله أعلم».

• قلت: لم ينفرد ابن جريج بذكر الركوب في السعي بين الصفا والمروة:

• فقد رواه معروف بن خربوذ: حدثنا أبو الطفيل قال: رأيت النبي ﷺ يطوف بالبيت على راحلته، يستلم الركن بمحجنه، ثم يقبله، ثم خرج إلى الصفا والمروة، فطاف سبعاً على راحلته. [وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه بطرقه مفصلاً في باب استلام الحجر بالمحجن، تحت الحديث رقم (١٨٧٣)].

ورواه الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري، عن أبي الطفيل، قال: طاف النبي ﷺ على راحلته حول البيت، واستلم الحجر بمحجنه، وطاف بين الصفا والمروة على راحلته.

[وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه في باب الاستلام بالمحجن، تحت الحديث رقم (١٨٧٣)]

ورواه زهير بن معاوية، عن عبد الملك بن سعيد بن الأبجر، عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: أراني قد رأيتُ رسول الله ﷺ، قال: فصفه لي، قال: قلت: رأيته عند المروة على ناقة، وقد كثر الناس عليه، قال: فقال ابن عباس: ذاك رسول الله ﷺ، إنهم كانوا لا يُدعون عنه ولا يُكهرون.

وفي رواية: أن أبا الطفيل قال لابن عباس: إني رأيت رسول الله ﷺ، قال: فصفه لي، قال: رأيت رجلاً على بعير بين الصفا والمروة أو عند أحدهما، ينشف ظهر كفه بوبره، قال: ذاك رسول الله ﷺ، إنهم كانوا لا يُدعون عنه ولا يُكهرون. [أخرجه مسلم (٢٣٩/ ١٢٦٥)، باللفظ الأول، تقدم تخريجه في باب الاستلام بالمحجن، تحت الحديث رقم (١٨٧٣)].

ورواه ابن جريج، قال: أخبرنا عطاء؛ أن رسول الله ﷺ طاف بالبيت وبالصفا والمروة راكباً، فقلت: ولم؟ قال: لا أدري، قال: ثم نزل فصلى ركعتين. [وهذا مرسل بإسناد صحيح إلى عطاء، تقدم تخريجه في باب الاستلام بالمحجن تحت الحديث رقم (١٨٧٣)]