وإبراهيم بن الحكم بن أبان: ليس بثقة، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، كان يوصل المراسيل عن أبيه [التهذيب (١/ ٦٣)]، ولا تغني متابعة أحدهما للآخر.
• ورواه سعيد بن سالم [القداح: ليس به بأس]، عن عثمان بن ساج، عن وهب بن منبه، أن عبد الله بن عباس أخبره أن النبي ﷺ قال لعائشة - وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن -: «لولا ما طبع على هذا الحجر يا عائشة من أرجاس الجاهلية وأنجاسها، إذاً لاستشفي به من كل عاهة، وإذاً لألفي اليوم كهيئته يوم أنزله الله ﷿، وليعيدنه إلى ما خلقه أول مرة، وإنه لياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة، ولكن الله ﷾ غيره بمعصية العاصين، وستر زينته عن الظلمة والأئمة؛ لأنه لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء كان بدؤه من الجنة».
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٢٢).
قلت: عثمان بن ساج: ضعيف، كثير المناكير، وهذا من مناكيره.
• والحاصل: فإنه لا يثبت في الباب شيء من حديث طاووس عن ابن عباس.
د - عكرمة، عن ابن عباس:
• يرويه: الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄، قال: الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، وإليها يصيران، ولولا ما مس هذا الركن من الأنجاس؛ لأبرأ الأكمه والأبرص. لفظ حفص بن عمر بن ميمون العدني [عند الفاكهي].
وفي رواية جماعة [عند الأزرقي]: قال: سمعت عكرمة، يقول: الركن ياقوتة من يواقيت الجنة، وإلى الجنة مصيره، قال: قال ابن عباس: لولا ما مسه من أيدي الجاهليين؛ لأبرأ الأكمه والأبرص.
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٢٥)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٤٤/ ٩٦٩).
قلت: هذا حديث منكر؛ الحكم بن أبان العدني: صدوق، فيه لين، وله أوهام وغرائب، ويتفرد عن عكرمة بما لا يتابع عليه [راجع ترجمته وشيئاً من غرائبه: فضل الرحيم الودود (٦/ ٥٤٧/ ٥٩٠) و (٧/ ٥٢٢/ ٦٨٨) و (٨/ ٧١٧/ ٨٦) و (١٤/ ٤٥٠/ ١٢٩٧)]، وغالب البلاء في حديثه ممن يروي عنه من المتروكين والضعفاء.
• ورواه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، قال: وأخبرني حسين، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن الركن والمقام من الجنة.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٥٦/ ٩٢٠٠ - ط التأصيل الثانية).
وهذا حديث باطل، حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني: ضعيف، روى عن عكرمة عن ابن عباس أحاديث منكرة، وكان يتهم بالزندقة [وروي عن حسين عن عكرمة عن ابن عباس: في تقبيل الحجر، تقدم تخريجه في الشواهد في تقبيل الحجر، حديث ابن عباس] [وانظر له فيما تقدم من أحاديث منكرة عن ابن عباس: فضل الرحيم الودود (١٣/ ٤٥٤/ ١٢٦٥)].