للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

السماء والأرض، آنس الله تعالى بهما آدم ، فكانا يتلألآن تلألؤاً من شدة بياضهما، وأخذ آدم الركن فضمه إليه استئناساً به، ولولا ما طبع الله ﷿ من أيدي الجاهلية لأبرأ الأكمه والأبرص، وليس في الأرض شيء من الجنة إلا الركن والمقام فإنهما جوهرتان من جوهر الجنة، يأتي كل واحد منهما يوم القيامة أعظم من أبي قبيس، لهما عينان وشفتان يشهدان لمن وافاهما بالوفاء.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٤٤/ ٩٧٠).

قلت: هذا حديث باطل؛ مثل سابقه.

• ورواه إبراهيم بن الحكم، وحفص بن عمر العدني:

عن الحكم بن أبان العدني، قال: حدثنا وهب بن منبه، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي ، قال: «لولا ما طبع الله الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأئمة، لاستشفي به من كل عاهة، ولألفاه اليوم كهيئة يوم خلقه الله تعالى، وإنما غيره الله تعالى بالسواد؛ لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة، وإنه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وضعه الله يومئذ لآدم حين أنزله في موضع الكعبة، قبل أن تكون الكعبة، والأرض يومئذ طاهرة، لم يعمل فيها بشيء من المعاصي، وليس لها أهل ينجسونها، ووضع لها صفاً من الملائكة على أطراف الحرم؛ يحرسونه من جان الأرض، وسكانها يومئذ الجن، وليس ينبغي لهم أن ينظروا إليه؛ لأنه شيء من الجنة، ومن نظر إلى الجنة دخلها، وهم على أطراف الحرم حيث أعلامه اليوم، يحدقون به من كل جانب، فلذلك حُرّم وسُمِّي الحرم». لفظ إبراهيم [عند الحكيم، والجندي].

ولفظ حفص [عند العقيلي، والفاكهي]: «لولا ما طبع الله الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأئمة؛ لاستشفي به من كل عاهة، ولألفاه اليوم كهيئته خلقه الله ﷿»، وزاد الفاكهي: «وإنما غيره بالسواد، لأن لا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة، وإنها لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة».

أخرجه الجندي في فضائل مكة (٣٣)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٦/ ١٣٧٢/ ١٢٨)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ٢٥٥) (٢/ ١٥٦/ ١٢٦٦ - ط الرشد)، وأبو محمد الفاكهي في فوائده عن ابن أبي مسرة (٢١٣).

قال العقيلي: «لا يتابع عليه [يعني: الحكم] إلا بأسانيد فيها لين».

قلت: هذا حديث منكر؛ الحكم بن أبان العدني: صدوق، فيه لين، وله أوهام وغرائب، ويتفرد عن عكرمة بما لا يتابع عليه [راجع ترجمته وشيئاً من غرائبه: فضل الرحيم الودود (٦/ ٥٤٧/ ٥٩٠) و (٧/ ٥٢٢/ ٦٨٨) و (٨/ ٨٦/ ٧١٧) و (١٤/ ٤٥٠/ ١٢٩٧)]، وغالب البلاء في حديثه ممن يروي عنه من المتروكين والضعفاء.

وحفص بن عمر بن ميمون العدني: ضعيف، قال العقيلي: «يحدث بالأباطيل»، وقال ابن عدي: «عامة حديثه غير محفوظ» [التهذيب (٢/ ٣٧٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>