للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يتدبره؛ فإنه قال: يمين الله في الأرض، فقيده بقوله: في الأرض، ولم يطلق، فيقول: يمين الله، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق. ثم قال: فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به؛ وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلاً، ولكن شبه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم عند كل عاقل، ولكن يبين أن الله تعالى كما جعل للناس بيتاً يطوفون به؛ جعل لهم ما يستلمونه؛ ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء، فإن ذلك تقريب للمقبل وتكريم له كما جرت العادة».

وقال في جامع المسائل (٣/ ١٦٣): «وكذلك الأثر الذي يروى عن ابن عباس أنه قال: الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه واستلمه فكأنما صافح الله وقبل يمينه، فمن قال: إن هذا يحتاج إلى تأويل فقد أخطأ، فإنه ليس ظاهر هذا أن الحجر هو صفة الله، فإنه قال: يمين الله في الأرض، فقيده بكونه في الأرض، وهذا بين أنه ليس هو صفة الله، ثم قال: فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه، والمشبه غير المشبه به، فقد صرح بأن المستلم له لم يصافح الله، وإنما هو مشبه بذلك».

• وانظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (٤٠٥). غريب الحديث لابن قتيبة (٢/ ٣٣٧). نقض الدارمي على المريسي (٢٦٦). شرح البخاري لابن بطال (٤/ ٢٧٨). إبطال التأويلات لأبي يعلى الفراء (١٧٨). مجموع الفتاوى (٣/٤٣) و (٦/ ٥٨٠) و (٣٣/ ١٨٤). تلبيس الجهمية (٦/ ١٣٧ - ١٥٦). درء التعارض (٥/ ٢٣٩). جامع المسائل لابن تيمية (٨/ ١٩٤). عدة الصابرين (٨٣)، بدائع الفوائد (٢/ ٣٩٦)، الانتصارات الإسلامية (٢/ ٧٠٤). تاريخ الإسلام للذهبي (١١/ ٣٧٢). السير (١٩/ ٥٢٣).

٤ - حديث ثالث لابن عباس: وله طرق عن ابن عباس:

أ - سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

• يرويه: عفان بن مسلم، ويونس بن محمد المؤدب، وروح بن عبادة، وموسى بن داود الضبي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وعبيد الله بن محمد العيشي [وهم ثقات]، قالوا:

حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله قال: «الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضاً من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك». لفظ عفان، ويونس، وروح والعيشي [عند أحمد وغيره].

ولفظ السيلحيني [عند الطبراني]: «كان الحجر الأسود أشد بياضاً من الثلج، حتى سودته خطايا بني آدم».

ولفظ موسى [عند النسائي]: «الحجر الأسود من الجنة».

أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ٢٢٦/ ٢٩٣٥)، وفي الكبرى (٤/ ١٢٣/ ٣٩٠٢)، وأحمد (١/ ٣٠٧ و ٣٢٩ و ٣٧٣)، والفاكهي في أخبار مكة (١/٨٤/٦)، وأبو عمرو

<<  <  ج: ص:  >  >>