فقد رواه أصحاب سعيد بن سليمان الواسطي الضبي من مسند عبد الله بن عمرو، ويأتي ذكره في حديث عبد الله بن عمرو.
• رواه الحسن بن محمد الزعفراني، وصالح بن محمد بن حبيب جزرة، وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري [وهم ثقات]، والحسن بن علي بن زياد الرازي السري [محدث مشهور، روى عنه جماعة من الثقات، وهو شيخ للعقيلي، ولم أقف على من تكلم فيه بجرح أو تعديل. انظر: الأنساب (٣/ ٢٥٢). الإكمال (٤/ ٥٦٩). توضيح المشتبه (٥/ ٨٠)]:
عن سعيد بن سليمان الواسطي، عن عبد الله بن المؤمل، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمرو.
فتبين بذلك وهم هذه الرواية، وغالب الظن أن الحمل فيها على شيخ الفاكهي، محمد بن صالح، ولم أتبين من هو؟ فقد روى الفاكهي عن جماعة بهذا الاسم، منهم: الأنماطي البغدادي المشهور بكيلجة، وهو: ثقة حافظ مشهور، ويستبعد كونه إياه لفحش هذا الوهم، والله أعلم.
• وروي أيضاً: من طريق عطاء عن ابن عباس، بإسنادين ضعيفين [أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/٨٨/١٨)، وابن قتيبة في غريب الحديث (٢/ ٣٣٧)]، ولا يُروى هذا من حديث عطاء عن ابن عباس من وجه صالح.
• وقد كثر كلام أهل العلم في تأويل قول ابن عباس هذا، وأمثل ما قيل فيه:
• قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على بشر المريسي (٢٦٦): «وقد علمنا يقيناً أن الحجر الأسود ليس بيد الله نفسه، وأن يمين الله معه على العرش غير بائن منه، ولكن تأويله عند أهل العلم: كأن الذي يصافح الحجر الأسود ويستلمه كأنما يصافح الله، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾، فثبت له اليد التي هي اليد عند ذكر المبايعة، إذ سمى اليد مع اليد، واليد معه على العرش، وكقول النبي ﷺ: «إن الصدقة تقع في يد الرحمن قبل يد السائل»، فثبت بهذا اليد التي هي اليد، وإن لم يضعها المتصدق في نفس يد الله، وكذلك تأويل الحجر الأسود، إنما هو إكرام للحجر الأسود، وتعظيم له وتثبيت ليد الرحمن ويمينه».
• ومما قيل في ذلك أيضاً: أنها إضافة تشريف وتعظيم مثل: بيت الله، وناقة الله، ونحو ذلك، ويؤيد هذا المعنى: ما ثبت عن عمر: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، فانتفى بذلك أن يكون الحجر نفسه صفة ذات الله تعالى.
• وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٧): «أما الحديث الأول [يعني: الحجر الأسود يمين الله في الأرض]: فقد روي عن النبي ﷺ بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس، قال: الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه، ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم