بشير، عن خصيف، عن مجاهد، قال: نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير ﵄ البيت؛ فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض. قال عتاب: ثم وصفه لي خصيف مثل الحوت. قال مجاهد: إنما اسود ما ظهر منه لأن المشركين كانوا يلطخونه بالدم في الجاهلية، وأنه سيرد إلى الجنة، وإنه سيجعل له لسان حتى يشهد لمن استلمه الله ﷿.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/٩٢/٢٧).
وهذا مقطوع على مجاهد بإسناد لين؛ خصيف بن عبد الرحمن الجزري: ليس بالقوي، سيئ الحفظ، ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه، وقد توبع هاهنا، وعتاب بن بشير: صدوق، روى عن خصيف أحاديث منكرة.
٣ - حديث ثان لابن عباس:
أ - يرويه: يحيى بن سليم المكي [الطائفي: ليس به بأس]، قال: سمعت ابن جريج، يقول: سمعت محمد بن عباد بن جعفر المخزومي مكي تابعي ثقة، من الثالثة، يقول: سمعت ابن عباس، يقول: إن هذا الركن الأسود يمين الله ﷿ في الأرض، يصافح بها عباده مصافحة الرجل أخاه.
أخرجه ابن أبي عمر العدني في المسند (٦/ ٤٣٢/ ١٢٢٣ - مطالب)، والأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٢٤)، والفاكهي في أخبار مكة (١/٨٩/٢٠)، والجندي في أخبار مكة (٢٦)
قال ابن تيمية في شرح العمدة (٥/ ١٦٤): «رواه محمد بن أبي عمر العدني والأزرقي بإسناد صحيح».
وقال في درء التعارض (٥/ ٢٣٩): «وحديث: الحجر الأسود يمين الله في الأرض، هو معروف من كلام ابن عباس، وروي مرفوعاً، وفي رفعه نظر».
وقال البوصيري في الإتحاف (٣/ ١٩٠): «رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر موقوفاً بإسناد الصحيح». وقال ابن حجر في المطالب (٦/ ٤٣٢): «هذا موقوف صحيح».
قلت: وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد لا بأس به، ولا يُقال له حكم الرفع.
ب - تابعه: إبراهيم بن يزيد [الخوزي: متروك]؛ أنه سمع محمد بن عباد، يحدث أنه سمع ابن عباس، يقول: الركن - يعني: الحجر - يمين الله في الأرض، يصافح بها خلقه مصافحة الرجل أخاه، يشهد لمن استلمه بالبر والوفاء، والذي نفس ابن عباس بيده! ما حاذى به عبد مسلم يسأل الله تعالى خيراً إلا أعطاه إياه.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٥٦/ ٩٢٠٢ - ط التأصيل الثانية).
• وروي من وجه آخر بإسناد ضعيف مجهول، عن إبراهيم بن يزيد، عن عطاء، عن ابن عباس [أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث (٢/ ٣٣٧)] [وفي إسناده: أبو سفيان الغنوي قطبة بن العلاء بن المنهال، وهو ضعيف. اللسان (٦/ ٣٩٦)، وفي إسناده أيضاً: من لا يُعرف].
