يحدثان عن ابن خثيم، وهكذا نقله أيضاً ابن عدي في الكامل (٤/ ١٦١)، ويؤيد هذا النقل ما قاله البزار في مسنده (١١/ ٢٩٤/ ٥٠٩٢): «وعبد الله بن عثمان بن خثيم: رجل من أهل مكة، مشهور، حسن الحديث، لا نعلم أحداً ترك حديثه»، وفي هذه النقول ما يدل على خطأ ما نقله العقيلي، والذي بسببه أدخل العقيلي ابن خثيم في ضعفائه (٢/ ٢٨١)(٣)(٤١٢ - ط الرشد)، وقال [يعني: عمرو بن علي]: «وكان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن ابن خثيم» هكذا بالنفي، والنقول المتقدمة تدل على أنهما لم يتركا حديثه، وأن لفظة:«لا» مزيدة في سياق النص المنقول عن الفلاس، والله أعلم، لا سيما وقد أورده ابن عدي في كامله من نفس الوجه عن عمرو بن علي الفلاس بدون أداة النفي:«وكان يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن ابن خثيم»، والحاصل: فإن عدم امتناع ابن مهدي والقطان عن التحديث عن ابن خثيم مما يرفع من مكانته، وأن مثله يحتج بحديثه، واختلاف ابن معين والنسائي في شأن ابن خثيم ليدل على أنهما احتجا به في مواضع فوثقاه، حتى قال ابن معين - في رواية ابن أبي مريم عنه -: «ثقة حجة»، وليناه حين أخطأ وخالف الناس، وهكذا شأن من خف ضبطه، ونزل عن رتبة الثقات الضابطين، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«كان يخطئ»، لكنه رجع فرفع من شأنه في المشاهير، حيث قال:«ممن صحب أبا الطفيل عامر بن واثلة زماناً، وكان من أهل الفضل والنسك، والفقه والحفظ»، وقد وثقه العجلي، وقال أبو حاتم:«ما به بأس، صالح الحديث»، وقال ابن عدي:«ولابن خثيم هذا أحاديث، وهو عزيز الحديث، وأحاديثه أحاديث حسان مما يجب أن تكتب عنه»، وقد أورد حديثه هذا في فضل الحجر ولم ينكره عليه، وقد قدم الإمام أحمد ابن جريج وإسماعيل بن أمية ونافع بن عمر على ابن خثيم عند الاختلاف، في سؤالات متفرقة، وهذا لا إشكال فيه، فهؤلاء أعلى رتبة وضبطاً من ابن خثيم، لاسيما ولم يضعفه أحمد بل قال:«وابن خثيم يحتمل»، وقد ذكره الحاكم في النوع التاسع والأربعين من معرفة علوم الحديث، في معرفة الأئمة الثقات المشهورين من التابعين وأتباعهم ممن يجمع حديثهم للحفظ والمذاكرة، من أهل مكة، وقد أخرج البخاري له تعليقاً في المتابعات، ولم يخرج له مسلم إلا في الشواهد من رواية يحيى بن سليم الطائفي عنه؛ فلم يحتج به الشيخان! قلت: ولا يقدح هذا في ثبوت حديثه، فقد شارك الثقات في كثير من مروياتهم، واحتج به جماعة، وأما تضعيف الدارقطني له فلم أجد له فيه سلفاً سوى ما نقله النسائي عن ابن المديني، ويحتمل أن يكون ابن المديني عنى حديثاً بعينه أخطأ فيه ابن خثيم [التهذيب (٧/ ٦١). سؤالات المروذي (١٧٤). العلل ومعرفة الرجال (٢/٤٨/١٥١٢). المعرفة والتاريخ (٢/ ١٧٤). مشاهير علماء الأمصار (٦٣٨). الكامل (٤/ ١٦١)(٦/ ٤٥٠ - ط الرشد). التتبع (٢٠٩). معرفة علوم الحديث (٢٤١). راجع فضل الرحيم الودود (٨/ ٥٣٥/ ٧٨٨)]
قلت: وعامة الأحاديث التي أنكرتها على ابن خثيم: إما أن يكون قد اضطرب فيها،