قال عطاء: ورأيت ابن الزبير يطوف بعد الصبح سبعاً، ويصلي ركعتين، ثم يركب. أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٧٧/ ٩٣٢٤ - ط التأصيل الثانية).
قلت: ابن أبي أوفى المذكور في هذا الإسناد لا يُدرى من هو؟ وليس هو عبد الله بن أبي أوفى الصحابي، فإن ابن جريج يروي عنه بواسطة رجلين [انظر: صحيح مسلم (١٧٤٢). مستخرج أبي عوانة (١٤/ ٢٠٢/ ٧٠١٩). مسند ابن أبي أوفى لابن صاعد (٣٣)]، والأشبه عندي أنه تحرف عن ابن أبي مليكة؛ لأنه يروي نحو تلك الواقعة عن ابن عباس، ويؤيد وقوع هذا التحريف: الاضطراب الظاهر، والخلل التركيبي في سياق عبد الرزاق:
• فقد روى سفيان الثوري [ثقة حجة، إمام فقيه]، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد [ليس به بأس]، وأبو قرة موسى بن طارق [ثقة]، ومسلم بن خالد الزنجي [ليس بالقوي]:
عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال: رأيت ا بن عباس طاف بعد العصر وصلَّى.
وفي رواية الثوري [عند البيهقي]: عن ابن عباس؛ أنه طاف بعد العصر، وصلى ركعتين.
وفي رواية أبي قرة [عند الفاكهي]: عن ابن جريج، قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة، يذكر أنه رأى ابن عباس ﵄ يوم التروية طاف بعد العصر سبعاً، ثم صلى ركعتين، ثم انطلق.
أخرجه الشافعي في الرسالة (٩٠٣)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٥٧/ ٤٩٦ و ٤٩٧)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٦٣) و (٥/ ٩٢)، وفي الخلافيات (٣/ ٢٩٨/ ٢٤٧٩).
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
٥ - عن ابن مسعود:
يرويه: سفيان الثوري [وعنه: وكيع بن الجراح، ومحمد بن كثير العبدي، وعبد الرزاق بن همام]، وسفيان بن عيينة [وعنه]: الشافعي، وابن أبي عمر العدني، وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وفضيل بن عياض [وهم ثقات]:
عن منصور بن المعتمر، عن شقيق بن سلمة، عن مسروق، قال: جئت مسلماً على عائشة ﵂، وصحبت عبد الله بن مسعود حتى دخل في الطواف، فطاف ثلاثة رملاً وأربعة مشياً، ثم إنه صلى خلف المقام ركعتين، ثم إنه عاد إلى الحجر فاستلمه، ثم خرج إلى الصفا فقام على الشقِّ الذي على الصفا فلبي، فقلت: إني نهيت عن التلبية [وفي رواية: يا أبا عبد الرحمن! إن ناساً ينهون عن الإهلال في هذا المكان؟]، فقال: ولكن آمرك بها، كانت التلبية استجابة استجابها إبراهيم، فلما هبط إلى الوادي سعى، فقال: اللهم اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم. لفظ الثوري [عند البيهقي].