فقال بعضهم: يا رسول الله، من لم يكن لديه رداء؟ قال:«فليضع عمامته على عاتقه فهي بمنزلة الرداء»، ثم صلى بهم الظهر، وفرض الحج حيث انصرف من صلاته، ثم خرج النبي ﷺ فركب راحلته، وخرج الناس من بين ماش وراكب فوقف النبي ﷺ بالبيداء. قال جابر: فجعلت أنظر إلى الناس يمينا وشمالا وأمامي وخلفي، ما أرى إلا سوادين بين راكب وماشي، فما دخلني من السرور يومئذ لما رأيت من كثرة أهل الإسلام تعدل عندي حجتي مع رسول الله ﷺ. فلبى رسول الله ﷺ، فارتج الناس بالمدينة. قال جابر: فكان رسول الله ﷺ يلبي إذا لقي راكبا، أو صعد أكمة، أو هبط واديا، وفي أدبار المكتوبات، ومن آخر الليل، وكان تلبيته:«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». وكان يكثر من قول:«لبيك ذي المعارج لبيك»، حتى قدم مكة، فكان مدخله من قبل الأبطح من الثنية، ثم أقبل حتى أناخ على باب المسجد، والباب الذي يسمي الناس باب بني شيبة، ثم مضى حتى وقف مستقبل الكعبة، فحمد الله ﵎، ثم صلى على أبيه إبراهيم ﵇، ثم مضى إلى الركن الذي فيه الحجر فاستلمه وكبر، ثم قال:«اللهم وفاء بعهدك، وتصديقا بكتابك»، قال جابر: وأمرنا رسول الله ﷺ أن نقول: «واتباع سنة نبيك»، ثم طاف سبوعا، وختم باستلام الحجر، وتعوذ في الشوط السابع … وذكر الحديث بطوله [اقتصرت منه على موضع الشاهد].
أخرجه عبد الله بن محمد بن ناجية في فوائده [عزاه إليه: ابن كثير في إرشاد الفقيه (١/ ٣٣٣)]، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (٥/ ٤٠٦)(٧/ ٦١/ ١٠٦٧٠ - ط الرشد)، وعمر الزيات في حديثه (٣١ - رواية ابن دوما)(٥/ ٤٠١ - جامع الآثار)، والخطيب في تلخيص المتشابه (١/ ٥٦٦)، وابن عساكر في تخريجه لأحاديث المهذب [عزاه إليه: ابن الملقن في البدر (٦/ ١٩٦)]. [تقدم ذكره في المجلد السابع والعشرين، تحت الحديث رقم (١٨١٤)].
قال ابن عدي:«وذكر حديث الحج بطوله نحو حديث جعفر بن محمد، وفيه ألفاظ ليست في حديث جعفر، ولعبد الله بن سنان غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، إما متنا، وإما إسنادا».
وقال ابن عساكر:«هذا مختصر من حديث جابر في المناسك، وهو غريب من هذا الوجه، وليس بالقوي».
وقال ابن كثير في إرشاد الفقيه (١/ ٣٣٣)، وابن الملقن في البدر المنير (٦/ ١٩٥): «رواه عبد الله بن محمد بن ناجية في فوائده بإسناد غريب».
وقال ابن الملقن:«ولم أره في شيء من كتب السنن ولا المسانيد، … ، ورواه عبد الله بن ناجية في فوائده، بإسناد غريب لا يثبت مثله، … ، ولما أخرجه ابن عساكر من هذا الوجه قال: غريب جدا، ولم أكتبه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي».
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٤٧٢): «وقد ذكره صاحب المهذب من