الأعظمي) [وبسنده تحريف]، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٠٤/ ٥٣)[وبسنده تحريف]، والجندي في أخبار مكة (٣٥).
قلت: هذا حديث باطل؛ إسماعيل بن أبي سعيد الصنعاني، هو: إسماعيل بن شروس، قليل الرواية، قال معمر:«كان يُثبِّج الحديث»، ولأجل قول معمر هذا أدخله العقيلي وابن عدي في الضعفاء، كذا وقع هذا الحرف في كتاب البخاري، وكذا نقله عنه العقيلي، لكن وقع عند ابن عدي هكذا:«يضع الحديث»، كذا نقله عن البخاري، لكنه أسنده بعد من طريق أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق عن معمر:«كان يُثبِّج الحديث»، ونقلها ابن الجوزي في ضعفائه، فقال:«قال معمر: كان يضع الحديث لأهل صنعاء»، لذا قال الذهبي في المغني:«كذاب؛ قاله معمر»، وكذا قال في الديوان، كل ذلك يبعد القول بدخول التحريف على هؤلاء النقاد جميعاً، وهذا المعنى ليس مستبعداً أن يكون مراداً من هذه اللفظة، فقد استعملها قديماً بعض النقاد على معنى الوضع [انظر: القراءة خلف الإمام للبيهقي (١٧٨)، حيث قال:«قال لنا أبو عبد الله: فسمعت أبا أحمد الحافظ، يقول: كان عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ: يُثبِّج الحديث، قال: ولست أرتاب فيما ذكره أبو أحمد من حاله، فقد رأيت في حديثه عن الثقات من الأحاديث الموضوعة ما يطول بذكره الكتاب، وليس يخفى حاله على أهل الصنعة»]، والحاصل: فإن قول معمر في هذا الموضع كناية عن الوضع، وأنه اتهم إسماعيل بن شروس بوضع الحديث، وإن كان معمر نفسه، وبعض النقاد قد يستعملها بمعناها اللغوي: أنه لا يأتي بالحديث على وجهه، أو أنه يخلط فيه، ونحو ذلك، وقد استعملت في بعض الثقات والحفاظ الكبار، ولكن في رد رواية بعينها لم يضبطها، فإن قيل: قال ابن شاهين في ثقاته: «وقال علي بن المديني: إسماعيل بن شروس: ثقة، من أهل اليمن»، فيقال: هذا نقل غريب، وأخاف أن يكون ذلك وهماً، أو قاله ابن المديني في راو آخر، فلم أجد من نقلها عن ابن المديني، ولا من عزاها لابن شاهين، سوى أنه عده في الثقات، كما ينبغي التنبيه على أن البخاري قد وهم في ترجمة راوي هذا الحديث، حيث ترجم له في التاريخ في أربعة مواضع، قال في الأول: إسماعيل بن أبي سعيد، وقال في الثاني: إسماعيل أبو سعيد، وقال في الثالث: إسماعيل بن شروس أبو المقدام، وقال في الرابع: إسماعيل بن أبي شُعير، وقيل: سُعير، وقيل: شُفير، وقيل: شُقير، كذا اختلفت النسخ والروايات، وكل هؤلاء رجل واحد، نبه على ذلك الدارقطني؛ فيما نقله عنه الخطيب في مقدمة الموضح، ونبه على بعضه أبو حاتم وأبو زرعة في الجرح والتعديل، وفي بيان خطأ البخاري [انظر: التاريخ الكبير (١/ ٣٥٧ و ٣٥٩)(٢/ ٥٧ و ٦٢ - ط الناشر المتميز). الكنى لمسلم (٣٢٢٠). المعرفة والتاريخ (٣/٣٠). الجرح والتعديل (٢/ ١٧٧). بيان خطأ البخاري (٤٠). ضعفاء العقيلي (١/ ٨٤). الثقات (٦/٣١ و ٣٣). الكامل لابن عدي (١/ ٥٢٠)(٢/ ١٣٨ - ط الرشد) و (٦/ ٤٧٣) ذكره فيمن روى عن عكرمة من أهل اليمن. تاريخ أسماء الثقات (١٠). الموضح (١/