وأما أبو نعيم فأخرجه أولاً من طريق البخاري، ثم أخرجه من طريق أبي قرة موسى بن طارق عن ابن جريج قال: … مثله، غير قصة عطاء مع عبيد بن عمير، قال أبو نعيم: هذا حديث عزيز ضيق المخرج. قلت: قد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن جريج بتمامه، وكذا وجدته من وجه آخر أخرجه الفاكهي في كتاب مكة، عن ميمون بن الحكم الصنعاني، عن محمد بن جعشم - وهو بجيم ومعجمة مضمومتين بينهما عين مهملة، قال: أخبرني ابن جريج، فذكره بتمامه أيضاً، ثم قال (٣/ ٤٨١): «قوله: فقالت امرأة، زاد الفاكهي: معها، ولم أقف على اسم هذه المرأة، ويحتمل أن تكون دِقْرة - بكسر المهملة وسكون القاف -، امرأة روى عنها يحيى بن أبي كثير، أنها كانت تطوف مع عائشة بالليل، فذكر قصة أخرجها الفاكهي».
• تنبيه: قال المحب الطبري في القرى لقاصد أم القرى (٢/٧٤٣/٩٤٣)، وتقي الدين الفاسي في شفاء الغرام (١/ ٢٣٢): «عن عطاء، عن عائشة ﵂؛ أنها قالت لامرأة: لا تزاحمي على الحجر، إن رأيت خلوةً فاستلمي، وإن رأيتِ زحاماً فكبرى وهللي إذا حاذيت، ولا تؤذي أحداً. أخرجه سعيد بن منصور»[ولم أقف عليه مسنداً].
ب - وروى يحيى بن سعيد القطان، وعيسى بن يونس السبيعي، وبشر بن السري [وهم ثقات أثبات]، وسعيد بن سالم القداح [ليس به بأس]:
عن عمر بن سعيد بن أبي حسين [النوفلي المكي: ثقة، من السادسة، من رجال الشيخين]، عن منبوذ بن أبي سليمان [مكي، ثقة، من السادسة]، عن أمه، قالت: كنت عند عائشة ﵂ إذ انتهت مولاة لها، فقالت: إني استلمت الحجر ثلاث مرات في سبع طفته، فقالت: لا آجرك الله؛ مرتين أو ثلاثاً، هلا كبرت وعقدت ومررت؟ أردت أن تدافعي الرجال؟ لفظ مسدد.
ولفظ يحيى ويونس وبشر [مقرونين عند الفاكهي]: قالت: كنت عند عائشة ﵂، فأتتها مولاة لها، فقالت: إني استلمت الحجر ثلاث مرات في سبع طفته، فقالت: لا آجرك الله؛ مرتين أو ثلاثاً، ألا كبرت وعقدت. قال يحيى في حديثه: ومررت، تدافعين الرجال؟ وبنحوه لفظ القداح [عند الشافعي].
أخرجه الشافعي في الأم (٣/٤٣٤/١١٤٥)، وفي المسند (١٢٧)، ومسدد بن مسرهد في مسنده (٦/٤٣٧/١٢٢٦٩ - مطالب)، والفاكهي في أخبار مكة (١/١٢٢/١٠٨ و ١٠٩)، والبيهقي الكبرى (٥/ ٨١)، وفي المعرفة (٧/٢٢٠/٩٨٧٠).
قلت: رجاله ثقات؛ غير أم منبوذ، لم أجد من وثقها، لكنها تابعية، صحبت أمهات المؤمنين، مثل: عائشة، وميمونة، والغالب على حديثها الاستقامة، أخرج لها النسائي حديثاً صحيحاً محفوظاً عن ميمونة، توبعت عليه [انظر: سنن النسائي الصغرى (١/ ٢٧٣/ ١٤٧) و (١/١٩٢/٣٨٥). السنن الكبرى (١/١٧٦/٢٦٣)]، قلت: ولما لم يكن لمنبوذ رواية إلا عن أمه، فإن توثيق ابن معين لمنبوذ إنما يحمل على احتماله للأحاديث التي