قال: لم يكن يفعلن، كانت عائشة تطوف حَجِزَةً من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة معها: انطلقي بنا يا أم المؤمنين نستلم، فجذبتها، وقالت: انطلقي عنك، وأبت أن تستلم. وكن يخرجن مُستَتِراتٍ بالليل، فيطفْنَ مع الرجال لا يخالطنَهُم، قال: ولكنهنَّ إذا دخلن البيت سُتِرنَ حتى يدخُلنَ، ثم أخرج عنه الرجال، قال: وكنت آتى عائشة أنا وعبيد بن عمير، وهي مجاورة في جوف ثبير، قلت: فما حجابها حينئذ؟ قال: هي في قبة لها تركية، عليها غشاء لها، بيننا وبينها، قال: ولكن قد رأيت عليها درعاً معصفراً وأنا صبي. وبنحوه رواه ابن جعشم [عند الفاكهي].
وفي رواية عبد الرزاق [عند الفاكهي]: طافت امرأة مع عائشة ﵂ سماها -، فلما جاءت الركن قالت المرأة: يا أم المؤمنين ألا تستلمين؟ قالت عائشة ﵂: وما للنساء وما استلام الركن؟ امض عنك.
ولفظ الزنجي [عند الأزرقي]: قالت امرأة وهي تطوف مع عائشة ا: انطلقي فاستلمي يا أم المؤمنين، فجذبتها، وقالت: انطلقي عنا، وأبت أن تستلم. هكذا مختصراً.
أخرجه البخاري (١٦١٨)(١٦١٨ - ط المنهاج)(١٦١٨ - ط بيت السنة)(٢/ ٣٥٣/ ١٦٣٢ - ط التأصيل الثالثة) [قال: «قال عمرو بن علي»، كذا، وفي رواية أبي ذر وعليه صح:«قال لي عمرو بن علي». وكذا وقع في رواية أبي علي إسماعيل بن محمد الكشاني وهو آخر من روى الصحيح عن الفربري، عن الفربري (٧٩/ ب)، وفي رواية الأصيلي والقابسي عند المهلب بن أبي صفرة في المختصر النصيح (٢/١٥٥/٧٩٧)، وفي نسخة الصغاني (١/ ٣٧٣)، وفي نسخة السهارنفوري (١٥٥)(٢/٤٩/١٦١٨ - ط دار القلم): «وقال لي عمرو بن علي». وكذا وقع في رواية حماد بن شاكر عن البخاري عند البيهقي]، والإسماعيلي في مستخرجه عليه (٣/ ٤٨٠ - فتح)، وأبو نعيم في مستخرجه على البخاري (٣/ ٧٤ - تغليق التعليق)، وعبد الرزاق (٥/٢٨٠/٩٣٣٨ - ط التأصيل الثانية)، والأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٣٧)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٢٢ و ١١٠/ ٢٥١ و ٤٨٣)، والبيهقي (٥/ ٧٨). [التحفة (١١/٦٣٤/١٧٣٨٨)].
قال أبو نعيم عقبه:«هذا حديث عزيز ضيق».
وقال ابن حجر في تغليق التعليق (٣/ ٧٣): «وهكذا وقع في روايتنا من طريق أبي الوقت وغيره: قال عمرو بن علي، ووقع في أكثر الروايات من طريق أبي ذر وغيره: قال لي عمرو بن علي، وهكذا رواه حماد بن شاكر أحد رواة الصحيح عن البخاري، وهكذا رواه أبو نعيم في مستخرجه من حديث البخاري، قال: قال لي عمرو بن علي، وقال بعده: هذا حديث عزيز ضيق».
وقال في الفتح (٣/ ٤٨٠): «قوله: وقال لي عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم؛ هذا أحد الأحاديث التي أخرجها عن شيخه عن أبي عاصم النبيل بواسطة، وقد ضاق على الإسماعيلي مخرجه، فأخرجه أولاً من طريق البخاري، ثم أخرجه هكذا، وكذا البيهقي،