• سئل الدارقطني في العلل (٢/ ٢٥٢/ ٢٥١)(١/ ٢٥٦/ ٢٥١ - ط الريان)، عن حديث أبي يعفور العبدي هذا، فقال: ذكره ابن عيينة وغيره عن أبي يعفور. فقال ابن عيينة: ذكروا أنه عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث. ورواه أيضاً عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن رجل لم يسمه، عن عمر. وقيل: عن عيسى بن طلحة، عن عمر مرسلاً.
وقال ابن كثير في البداية (٧/ ٥٣٦) ومسند الفاروق (١/ ٤٩٨): «وهذا إسناد جيد، لكن راويه عن عمر مبهم لم يسم، والظاهر أنه ثقة جليل، … » ثم ذكر رواية الشافعي عن ابن عيينة، ثم قال:«وقد كان عبد الرحمن هذا جليلاً نبيلاً كبير القدر، وكان أحد النفر الأربعة الذين ندبهم عثمان بن عفان في كتابة المصاحف الأئمة التي نفذها إلى الآفاق، ووقع على ما فعله الإجماع والاتفاق». [وانظر: إتحاف الخيرة (٣/ ١٨٨/ ٢٥٢١). مجمع الزوائد (٣/ ٥٤٠/ ٥٤٧٦). الدراية (٢/١٤)].
قلت: لو أخذنا بقول سفيان بن عيينة، حيث قال:«هو عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث، كان الحجاج استعمله عليها منصرفه منها حين قتل ابن الزبير، سنة ثلاث وسبعين».
فإن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي: تابعي، سمع أبا موسى الأشعري، وروى عنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبوه صحابي مشهور، وغلط من عد ابنه عبد الرحمن هذا في الصحابة، كما يدل عليه تصرف مسلم وابن حبان، وقد استخلفه الحجاج على مكة بعد قتل ابن الزبير [انظر: الأدب المفرد (١١٩٥). الوحدان لمسلم (٩٣). التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٢/ ١٤٠/ ٢٠٩٥ - السفر الثالث). السنن الكبرى للنسائي (٧/ ٣٠٤/ ٨٠٧٦). أنساب الأشراف (١٣٥٧). مستخرج أبي عوانة (١٨/ ٤٥٤/ ١٠٥٨١). الثقات (٥/ ٨١). الميزان (٢/ ٥٩٤). الإصابة (٥/ ١٨٨). التهذيب (٨/٢٧)]، ولا يُعرف له سماع من عمر، كما أن روايته عنه ظاهرها الإرسال، فقد قال في رواية: قال النبي ﷺ لعمر ﵁، وفي أخرى: إن رسول الله ﷺ قال لعمر بن الخطاب ﵁، وفي أخرى: يا أيها الناس إن عمر كان رجلاً شديداً، وإن رسول الله ﷺ قال له. وكل هذه العبارات تدل على عدم الاتصال.
• وعليه: فإن هذا الحديث رجاله ثقات، وظاهره مرسل، وقد تداوله عن أبي يعفور جماعة من أئمة الحفاظ والثقات من أعيان الطبقة السابعة ومن بعدهم: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو الأحوص سلام بن سليم.
• وله طرق أخرى عن عمر:
أ - رواه المفضل بن صالح الأسدي أبو جميلة، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا عمر، إنك رجل قوي تؤذي الضعيف، فإذا أردت استلام الحجر، فإن خلا لك فاستلمه [وفي رواية: فإن قدرت فاستلمه]، وإلا فاستقبله وكبر».