والوفاة، ومن نفس طبقته، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: لم يسمع من أبيه، فقد قال ابن معين، والبخاري، ويعقوب بن سفيان، وابن خراش؛ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف:«لم يسمع من أبيه شيئاً»، وقال أبو بكر محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع:«وقول أبي سلمة: سمعت أبي، غلط؛ لأن الحفاظ وأصحاب الحديث ذكروا أن أبا سلمة لم يسمع من أبيه، وأن عبد الرحمن مات وأبو سلمة ذو أربع سنين» [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٨٠/ ٣٣٢). المراسيل (٩٤٧). أخبار القضاة (١/٤٨). تاريخ دمشق (٢٩/ ٢٩٦). تحفة التحصيل (١٨٠)] [راجع: فضل الرحيم الودود (١٦/ ١٠١/ ١٣٧٢)].
وقد صح عن عبد الرحمن بن عوف: أنه كان يطوف ولا يستلم حتى ينصرف، موقوفاً عليه.
لكن لمكانة عروة بن الزبير في الفقه والعلم والفضل والمنزلة والرواية، وما كانوا يتنزهون عنه من الرواية عن الضعفاء والمتروكين والمجاهيل؛ لذلك فقد احتج بهذا المرسل: مالك بن أنس، فأدخله في موطئه، واحتج به، وكذلك احتج به الشافعي، على كون استلام الحجر ليس واجباً، وأن لا حرج على من ترك استلامه، والله أعلم.
وله طريق آخر عن عبد الرحمن بن عوف:
• يرويه: عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة [عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث أبو يحيى بن أبي مسرة: قال ابن أبي حاتم: «كتبت عنه بمكة، ومحله الصدق»، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره الفاكهي في فقهاء أهل مكة ومفتيها من كتابه أخبار مكة، وذكره في الأوليات من نفس الكتاب، فقال:«وأول من أفتى الناس من أهل مكة، وهو ابن أربع وعشرين سنة أو نحوه: أبو يحيى بن أبي مسرة، وهو فقيه أهل مكة إلى يومنا هذا»، وقد روى عنه جمع كبير من الأئمة والمصنفين، مثل: الفاكهي، وابنه أبي محمد، وابن جرير الطبري، وأبي عوانة الإسفراييني، وأبي القاسم البغوي، وابن المنذر، والعقيلي، وأبي بكر النيسابوري، والمحاملي، وابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، قلت: وهو ثقة مشهور. الجرح والتعديل (٥/٦). الثقات (٨/ ٣٦٩). أخبار مكة (٢/ ٣٤٨) و (٣/ ٢٤١ - ٢٤٢). سنن الدارقطني (١/ ٥٦/ ٩٦). السير (١٢/ ٦٣٢). تاريخ الإسلام (٦/ ٥٦٠)]، قال: حدثنا يعقوب بن محمد، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري - من ولد أُحَيْحَة بن الجُلاح [وقع عند الفاكهي: القاسم بن محمد الأنصاري] من ولد أحيحة بن الجلاح، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن ابن أبي نجيح، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه؛ أن النبي ﷺ قال له:«يا أبا محمد، كيف صنعت حين طفت؟»، قال: استلمت وتركت، قال:«أصبت».
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/١٠١/٤٥)، وقاسم بن أصبغ [عزاه إليه: أبو العباس الداني في الإيماء (٢/ ٣٣٧)]، ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٦٢)(١٤/ ٢٦١ - ط الفرقان).