وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن خصيف إلا عتاب».
قلت: خصيف بن عبد الرحمن الجزري: ليس بالقوي، سيئ الحفظ، مكثر عن مجاهد، والذي يظهر لي في حديثه هذا قبول ما وافق فيه الثقات، ورد ما سواه، وعليه: فإن دعوى رجوع معاوية بقوله: صدقت، تفرد بها خصيف، وهو لا يحتمل إلا في المتابعات، والله أعلم.
ج - محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس:
• يرويه: سعيد بن سالم القداح [ليس به بأس]، قال: أخبرني موسى بن عبيدة الربذي [ضعيف]، عن محمد بن كعب القرظي [ثقة]، سمع ابن عباس. التاريخ الكبير (١/ ٢١٦)؛ أن ابن عباس كان يمسح على الركن اليماني والحجر الأسود، وكان ابن الزبير يمسح الأركان كلها، ويقول: لا ينبغي لبيت الله أن يكون شيء منه مهجوراً، وكان ابن عباس يقول: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾.
أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٤٣٠ و ٤٣٥/ ١١٣٩ و ١١٤٧)، وفي المسند (١٢٦ و ١٢٧)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٧/ ٢٠٩/ ٩٨٣٢). [الإتحاف (٨/ ٥٨/ ٨٩٠٤)].
قال الشافعي: «الذي فعل ابن عباس أحبُّ إلي؛ لأنه كان يرويه عن النبي ﷺ، وقد رواه عمر عن رسول الله ﷺ وليس ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر الأسود يدل على أن منهما مهجوراً، وكيف يهجر ما يطاف به؟ ولو كان ترك استلامهما هجراناً لهما؛ لكان ترك استلام ما بين الأركان هجراناً لها».
قلت: إسناده ضعيف، إنما تُعرف هذه القصة بين ابن عباس ومعاوية.
• وقد صح هذا القول عن ابن الزبير من وجه آخر، يمكن حمله على ما بعد بنائه الكعبة على قواعد إبراهيم:
• فقد روى عبد الأعلى بن عبد الأعلى [ثقة]، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير [مدني، ثقة، من الطبقة الخامسة، سمع منه ابن إسحاق، عن أبيه [ثقة]، كان قاضي مكة زمن أبيه، وخليفته إذا حج]، أنه رأى ابن الزبير فعله [أي: أنه رأى أباه استلم الأركان كلها]، وقال: إنه ليس شيء منه مهجور.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٨١/ ١٥٦٧٠ - ط الشثري) (٨/ ٥٩٦/ ١٥٢٢٥ - ط عوامة). وهذا موقوف على عبد الله بن الزبير بإسناد صحيح.
د - إبراهيم بن عتبة، عن ابن عباس [بالموقوف فقط]:
• يرويه: صالح بن أبي الأخضر [ضعيف]، قال: سمعت إبراهيم بن عتبة بن أبي لهب يقول: رأيت ابن عباس ومعاوية ﵃ يطوفان، فلما انتهينا إلى الركن الذي يلي الحجر ذهب معاوية ﵃ ليستلمه، فمنعه ابن عباس ﵄، فقال معاوية ﵁: ليس من البيت شيء مهجور.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٥١/ ١٨٨).