• قال الترمذي: «حديث ابن عباس: حديث حسن صحيح.
والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم: أن لا يستلم إلا الحجر الأسود، والركن اليماني». [وحكاه الطوسي، لكن قال: حسن].
وقال البزار: «وهذا الحديث قد روي نحو كلامه عن غير ابن عباس، وقد روي عن ابن عباس من غير هذا الوجه، وهذا الإسناد أحسن إسناد يروى في ذلك عن ابن عباس». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
• وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم (١٦٠٨) (١٦٠٨ - ط بيت السنة)، قال: وقال محمد بن بكر: أخبرنا ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، أنه قال: ومن يتقي شيئاً من البيت؟
وكان معاوية يستلم الأركان، فقال له ابن عباس ﵄: إنه لا يستلم هذان الركنان [وفي رواية: لا تستلم هذين الركنين]، فقال: ليس شيء من البيت مهجوراً.
وكان ابن الزبير ﵄ يستلمهن كلهن.
وقال النووي في المجموع (٨/٣٤): «فهذا مذهب معاوية وابن الزبير، لم يروياه عن النبي ﷺ، بل أخذاه باجتهادهما، وهو مخالف للأحاديث الصحيحة، وقد خالفهما فيه: ابن عمر، وابن عباس، وجمهور الصحابة، فالصواب: أنه لا يسن استلام الركنين الشاميين.
وأما قول معاوية: ليس شيء من البيت مهجوراً؛ فقد أجاب عنه الشافعي فقال: لم يدع أحد أن عدم استلامهما هجر للبيت؛ لكنه استلم ما استلم رسول الله ﷺ، وأمسك عما أمسك عنه». [وانظر: الفتح لابن حجر (٣/ ٤٧٣)].
ب - مجاهد بن جبر، عن ابن عباس:
• يرويه: مروان بن شجاع [لا بأس به، كان راويةً لخصيف]، وعتاب بن بشير الجزري [صدوق، روى عن خصيف أحاديث منكرة]:
عن خصيف بن عبد الرحمن الجزري، عن مجاهد، عن ابن عباس، أنه طاف مع معاوية بالبيت، فجعل معاوية يستلم الأركان كلها، فقال له ابن عباس: لم تستلم هذين الركنين، ولم يكن رسول الله ﷺ يستلمهما؟ فقال معاوية: ليس شيء من البيت مهجوراً، فقال ابن عباس: ﴿وَلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١]، فقال معاوية: صدقت. لفظ مروان [عند أحمد]، وبنحوه لفظ عتاب [عند الطحاوي، والطبراني].
أخرجه أحمد (١/ ٢١٧)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٨٤/ ٣٨٥٤)، وفي أحكام القرآن (٢/ ١١١/ ١٣٤٠)، والطبراني في الأوسط (٣/١٧/٢٣٢٣)، وأبو الحسن علي بن عمر الحربي في حديثه (٩٩ - رواية ابن المهتدي). [الإتحاف (٨/١٣/٨٧٩٥)، المسند المصنف (١٢/ ٢١٣/ ٥٨٤٦)].
قال الطحاوي: «فهذا يدل على رجوع معاوية عما كان عليه قبل ذلك، إلى الذي ذكره ابن عباس عن النبي ﷺ في تركه استلام أركان البيت سوى الركنين اليمانيين».
