• ورواه خالد بن الحارث [ثقة، ثبت إليه المنتهى في الثبت بالبصرة، وهو من أثبت الناس في ابن أبي عروبة، قد سمع منه قبل الاختلاط]، وروح بن عبادة [ثقة، سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، قدمه أبو حاتم على الخفاف وأبي زيد النحوي في ابن أبي عروبة، وقال أحمد:«وروح حديثه عنه صالح»، يعني: عن ابن أبي عروبة، وروى له الشيخان عن ابن أبي عروبة. التهذيب (١/ ٦١٥). شرح العلل (٢/ ٧٤٤)]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [ثقة، مكثر عن ابن أبي عروبة، كان عالما بحديثه، ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط وبعده، فلم يميز بينهما]، قالوا:
حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الطفيل، قال: كان معاوية لا يأتي على ركن من أركان البيت إلا استلمه، فقال ابن عباس: إنما كان نبي الله يستلم هذين الركنين، فقال معاوية: ليس من أركانه شيء مهجور. قال عبد الوهاب في حديثه: الحجر الأسود واليماني. لفظ روح وعبد الوهاب [عند أحمد].
ولفظ خالد [عند الطبراني]: حج معاوية، فجعل لا يأتي على ركن من أركان البيت إلا استلمه، فقال ابن عباس: إنما كان رسول الله ﷺ يستلم الركن اليماني والحجر، فقال معاوية: ليس من أركان البيت شيء مهجور.
أخرجه أحمد (١/ ٣٧٢)، وعبد الله بن أحمد في العلل (٣/ ١٠١/ ٥٤٠٣)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٣٣٠/ ١٠٦٣٦)، والبيهقي (٥/ ٧٦). [الإتحاف (٧/٣٢٠/٧٩٠٩)، المسند. المصنف (١٢/ ٢١١/ ٥٨٤٥)].
وهذا حديث صحيح.
• ورواه مسدد بن مسرهد [ثقة ثبت حافظ، من أثبت الناس وأكثرهم رواية عن يحيى بن سعيد القطان]، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي الطفيل، قال: حج معاوية وابن عباس، فجعل معاوية يستلم الأركان كلها، فقال ابن عباس: إنما رأيت رسول الله ﷺ يستلم هذين الركنين الأيمنين؟ فقال معاوية: ليس من أركانه مهجور.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ٣٢٩/ ١٠٦٣٤)(٨/ ٢٦٧٧/ ١٠٦٣٤ - ط الريان)، وابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٥٢). وعلقه الدارقطني في العلل (٧/٥٥/١٢٠٧).
وهذا حديث صحيح، وقد انقلب متنه كما سيأتي بيانه، وقد بلغ مسدد رتبة عالية في الضبط والإتقان، حتى إن البخاري لما أخرج في صحيحه (١٥٧٦)، حديث مسدد، عن يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي بالبطحاء، وخرج من الثنية السفلى. قال أبو عبد الله البخاري:«كان يقال: هو مسدد كاسمه»، قال أبو عبد الله:«سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: لو أن مسددا أتيته في بيته، فحدثته لاستحق ذلك، وما أبالي كتبي كانت عندي أو عند مسدد». [انظر ترجمة مسدد في التهذيب (١٢/ ٦٨٧)].